في إطار حرص الدولة على تعزيز صحة الأطفال ورعايتهم في مختلف المراحل العمرية، وضمن الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة العامة للرعاية الصحية بالتوازي مع المبادرات الرئاسية للصحة العامة، تواصل حملة «اطمن على ابنك» فعالياتها لفحص طلاب المدارس في خمس محافظات تعمل بها منظومة التأمين الصحي الشامل، حيث تمكنت حتى الآن من الوصول إلى 195 ألف طالب وطالبة بنسبة إنجاز بلغت 76% من إجمالي المستهدف، والمقدر بحوالي 257 ألف طالب للعام الدراسي الجديد 2025/2026.
وتُنفذ الحملة داخل محافظات بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، والسويس، باعتبارها المحافظات الخمس الأولى التي دخلت رسميًا تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل. وتهدف الحملة إلى الاطمئنان على صحة الطلاب بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصفوف الانتقالية الكبرى، لضمان نشأة جيل معافى جسديًا وعقليًا قادر على استكمال مسيرة التنمية.
تفاصيل الفحوصات
تشمل الإجراءات الطبية في الحملة مجموعة من الفحوص المتنوعة، حيث يخضع الطلاب لكشف عام من أطباء الأسرة، بالإضافة إلى تقييم تمريضي كامل، وفحوص للنظر والأسنان والجلدية. كما تتضمن الفحوص الكشف عن الإعاقات الذهنية والبصرية والسمعية، إلى جانب التحاليل الطبية الأساسية مثل صورة الدم الكاملة، وفصيلة الدم وعامل RH، فضلًا عن تحليل فيروس سي لطلاب الصف الأول الإعدادي والثانوي، وذلك حرصًا على الاكتشاف المبكر للأمراض وضمان التدخل العلاجي السريع.
وتُعد هذه الفحوص بمثابة خطوة استباقية للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تواجه الطلاب، حيث يتم إدراج جميع النتائج داخل السجلات الإلكترونية الخاصة بهم بما يسمح بمتابعة حالتهم بشكل دوري من خلال الفرق الطبية التابعة للهيئة.
تصريحات رسمية
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن الحملة تأتي استكمالًا لنهج الدولة في حماية صحة المواطنين وخاصة الأطفال، مؤكدًا أن جميع الفحوص والخدمات العلاجية تقدم مجانًا للطلاب المنتفعين بالتأمين الصحي الشامل.
وأضاف أن الوصول إلى نسبة إنجاز 76% حتى الآن يعكس التزام الهيئة بإنجاز خطتها في المواعيد المحددة، مشيرًا إلى أن هذه الحملات لا تقتصر فقط على الفحص الطبي وإنما تمتد لتشمل التثقيف الصحي للأسر والطلاب على حد سواء، وذلك من خلال توعية أولياء الأمور بأهمية التغذية السليمة والنشاط البدني وأسلوب الحياة الصحي.
كما شدد السبكي على أن جميع الحالات التي يتم اكتشافها خلال الفحوص يتم تحويلها مباشرة إلى المنشآت الصحية التابعة للهيئة بكل محافظة لاستكمال العلاج بالمجان، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات تعزز من تكامل منظومة التأمين الصحي الشامل كركيزة أساسية لتطوير الخدمات الطبية في مصر.
أهداف استراتيجية
تعتبر حملة «اطمن على ابنك» واحدة من الأدوات الاستراتيجية التي تستهدف بناء قاعدة قوية من الأجيال السليمة، بما ينعكس على المجتمع ككل في المستقبل. فالعناية بصحة الأطفال لا تقتصر على الحفاظ على قدرتهم الجسدية فحسب، بل تمتد لتشمل الصحة العقلية والنفسية، وهو ما يضمن إعداد مواطن قادر على الإنتاج والإبداع في مختلف المجالات.
ويؤكد مسؤولو الهيئة أن التركيز على طلاب المدارس يحقق مكاسب مزدوجة، حيث يتم الاطمئنان على صحة الطلاب أنفسهم من ناحية، وتخفيف الأعباء عن أسرهم من ناحية أخرى، وذلك عبر توفير خدمات مجانية متكاملة تشخص وتعالج وتتابع الحالات بشكل دوري دون تحميل الأسر أي أعباء إضافية.
استمرار الحملة حتى أكتوبر
جدير بالذكر أن الحملة ستستمر حتى أكتوبر 2025، لتغطية كامل الفئة المستهدفة من الطلاب في المحافظات الخمس، على أن يتم تقييم النتائج النهائية بنهاية فترة التنفيذ لقياس الأثر الصحي والتوعوي للحملة.
ويأتي ذلك ضمن جهود الدولة لتوسيع نطاق مظلة التأمين الصحي الشامل، الذي يمثل نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية بمصر، ويهدف إلى ضمان تقديم خدمات طبية متكاملة لكل المواطنين بجودة عالية دون أعباء مالية.
ثقة متزايدة في المنظومة
حملة «اطمن على ابنك» تعكس في مضمونها ثقة الدولة في قدرة المنظومة الصحية الجديدة على تحقيق نقلة جذرية في أسلوب تقديم الخدمة الطبية، خاصة وأنها تتبنى نهج الوقاية المبكرة والكشف الدوري، وهو ما يعد أكثر فاعلية من انتظار ظهور الأمراض في مراحل متقدمة.
وبالتوازي مع الفحوص الطبية، يجري تنظيم جلسات تثقيفية للأسر حول أهمية الالتزام بالتطعيمات الدورية، والعادات الغذائية السليمة، وخطورة بعض الممارسات غير الصحية مثل قلة النوم أو الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية، وهو ما يعزز الجانب التوعوي للحملة بجانب الدور العلاجي.
خلاصة
إن نجاح حملة «اطمن على ابنك» حتى الآن والوصول إلى أكثر من ثلاثة أرباع المستهدف يعكس حجم الجهد المبذول من الأطقم الطبية والتمريضية، ويؤكد حرص الدولة على بناء أجيال تتمتع بصحة أفضل. ومع استمرار الحملة حتى أكتوبر، يتوقع أن تحقق نتائج أوسع نطاقًا تعود بالنفع على الطلاب وأسرهم والمجتمع بأكمله.

