في إطار متابعته المستمرة لمشروعات البنية التحتية التي تنفذها الدولة في مختلف المحافظات، اختتم المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، زيارته لمحافظة الغربية، بجولة ميدانية في مركز زفتى، حيث قام رفقة اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية بتفقد محطة معالجة الصرف الصحي بزفتى، والتي تُعد واحدة من أهم المشروعات التي يتم تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
المحطة الجديدة تُعتبر نموذجًا متكاملًا لمشروعات الصرف الصحي الحديثة، إذ تبلغ طاقتها التشغيلية الحالية 20 ألف متر مكعب يوميًا، فيما يجري تنفيذ توسعات لرفع قدرتها إلى 30 ألف متر مكعب يوميًا، بما يضمن استيعاب النمو السكاني وتغطية احتياجات نحو 80 ألف مواطن في القرى المجاورة، وعلى رأسها قرى سندبسط وكوبري العشرة وعزبة الست جلفدان.
مشروع يخدم المواطن أولًا
وزير الإسكان استمع خلال الجولة إلى شرح مفصل من قيادات الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، حيث أوضحوا أن المشروع يتكون من مجموعة من الوحدات المتكاملة تشمل أحواض الترسيب الابتدائي والنهائي، أحواض التهوية، محطة رفع الحمأة، مبنى نوافخ الهواء، مبنى الكهرباء، ومبنى الكلور، إضافة إلى أحواض تجفيف الحمأة وخط السيب النهائي. هذه المكونات تضمن عمل المحطة بأقصى كفاءة ممكنة وتقديم خدمة عالية الجودة للمواطنين.
ولم يتوقف التطوير عند البنية الأساسية فقط، بل شمل أيضًا إنشاء شبكات انحدار بطول 66 كيلومترًا وخطوط طرد تصل إلى 4 كيلومترات، ما يسهم في نقل ومعالجة مياه الصرف بشكل آمن وسلس، ويمنع أي تلوث قد يؤثر على البيئة أو الصحة العامة.
تجارب تشغيل قبل الافتتاح الكامل
خلال الجولة، أكد المسؤولون أنه تم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية الخاصة بالمحطة، وأنه يجري حاليًا تشغيل تجريبي لكافة وحداتها لضمان كفاءتها واستقرارها قبل الافتتاح الرسمي. وتهدف هذه الخطوة إلى اختبار الأنظمة بشكل عملي، والتأكد من أنها قادرة على العمل المتواصل دون أعطال، بما يحقق الهدف الأساسي للمشروع وهو تحسين جودة الحياة للمواطنين.
إشادة من الوزير والمحافظ
الوزير شريف الشربيني أبدى ارتياحه لمستوى التنفيذ وجودة الأعمال، مشيرًا إلى أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، لأنها تمس حياة المواطنين اليومية بشكل مباشر. وأضاف أن مشروع محطة زفتى يعكس حرص الحكومة على الإسراع في تنفيذ مشروعات "حياة كريمة" وفق أعلى المعايير الفنية والهندسية، لافتًا إلى أن الوزارة ستواصل دعم محافظة الغربية في تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية التي تعزز مستوى الخدمات المقدمة.
من جانبه، أعرب اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية عن تقديره لزيارة الوزير، مؤكدًا أن التعاون بين المحافظة ووزارة الإسكان ساعد على إنجاز عدد من المشروعات الحيوية في وقت قياسي، وأن محطة زفتى ستكون نقلة نوعية في ملف الصرف الصحي بالمحافظة. وأشار المحافظ إلى أن هذا المشروع سيسهم في تحسين البيئة العامة، والحد من المشكلات الصحية التي كانت تواجه بعض القرى نتيجة غياب خدمة الصرف الصحي المتكاملة.
ربط بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"
مشروع محطة معالجة صرف زفتى ليس مجرد منشأة خدمية، بل يأتي ضمن الرؤية الشاملة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والتي تستهدف تحسين أوضاع الريف المصري عبر مشروعات متكاملة في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية. وتُعد مشروعات المياه والصرف الصحي من الركائز الأساسية لهذه المبادرة، لأنها تضمن للمواطنين حياة صحية وآمنة وتساهم في تنمية المجتمعات الريفية.
رؤية مستقبلية
الاهتمام بمحطة زفتى يعكس بوضوح التوجه الاستراتيجي للدولة المصرية في الاستثمار بمشروعات البنية الأساسية باعتبارها الأساس لتحقيق التنمية المستدامة. فإلى جانب خدمة عشرات الآلاف من المواطنين، ستساهم المحطة في حماية البيئة من التلوث وتحسين جودة المياه الجوفية، كما ستفتح المجال أمام مشروعات أخرى في مجالات الزراعة والصناعة تعتمد على وجود بنية تحتية قوية.
ختام الجولة
واختتم الوزير جولته بالتأكيد على أن نجاح مشروعات الصرف الصحي يحتاج أيضًا إلى وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على هذه المرافق، مشددًا على أن الوزارة تواصل التنسيق مع جميع الجهات المعنية لضمان التشغيل المستدام للمحطة.
فيما وجه محافظ الغربية دعوة لسكان القرى المستفيدة بضرورة التعاون مع الأجهزة التنفيذية للحفاظ على نظافة الشبكات وعدم إساءة استخدامها، مشيرًا إلى أن وعي المواطنين يمثل شريكًا أساسيًا في نجاح أي مشروع.
بهذا، تُضاف محطة معالجة صرف صحي زفتى إلى سلسلة المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية في إطار "حياة كريمة"، لتصبح علامة بارزة على طريق التنمية وتحقيق رؤية مصر 2030.

