شهد قصر محمد علي بمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، اليوم، احتفالية كبرى بمناسبة العيد القومي الـ157 للمحافظة، والذي يتزامن مع ذكرى افتتاح القناطر الخيرية عام 1868، أحد أهم المعالم التاريخية والهندسية في مصر. وحضر الاحتفالية عدد من الوزراء، والمحافظين، والشخصيات العامة، وممثلين عن المجتمع المدني، في أجواء احتفالية جمعت بين التاريخ والحاضر.
حضور رسمي رفيع المستوى
شارك في الفعالية وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور علاء فاروق، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إلى جانب السفير عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية. كما شهد الحفل حضور المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، وعدد من المحافظين من مختلف أنحاء الجمهورية، فضلاً عن قيادات تنفيذية وشعبية وبرلمانية.
وزير الزراعة: القناطر الخيرية أيقونة النهضة الزراعية
في كلمته، تقدم وزير الزراعة بالتهنئة لأهالي القليوبية بهذه المناسبة، مؤكداً أن العيد القومي للمحافظة يحمل دلالات تاريخية مهمة، إذ يخلد ذكرى إنشاء القناطر الخيرية التي لعبت دوراً محورياً في دعم قطاع الزراعة بمصر منذ أكثر من قرن ونصف. وأضاف أن هذه المنشآت الهندسية لم تسهم فقط في تحسين إدارة الموارد المائية، بل كانت أساساً لتحقيق استقرار المجتمعات الريفية في دلتا النيل، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حياة الفلاح المصري.
وأشار الوزير إلى أن محافظة القليوبية تُعد من المحافظات الزراعية البارزة، لما تملكه من مساحات زراعية متنوعة وأنشطة إنتاجية متكاملة، مؤكداً استمرار التعاون بين وزارة الزراعة والمحافظة لدعم المزارعين وتقديم الخدمات الإرشادية والبيطرية، وتنفيذ مشروعات تنموية تخدم الفلاح وتحقق الاكتفاء الغذائي.
محافظ القليوبية: تاريخ عريق ومستقبل واعد
من جانبه، أعرب المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية عن تقديره لمشاركة الوزراء والقيادات في الاحتفالية، مؤكداً أن القليوبية بما تحمله من موقع جغرافي متميز، وإرث حضاري وتاريخي، تعد من المحافظات ذات التأثير الكبير في مسيرة التنمية بمصر. وأوضح أن المحافظة تشهد في السنوات الأخيرة طفرة في المشروعات القومية والخدمية والبنية التحتية، إلى جانب دعم القطاعات الزراعية والصناعية، بما يعزز من مكانتها على خريطة التنمية الوطنية.
شخصيات عامة تشارك الأهالي فرحتهم
ولم يقتصر الحضور على المسؤولين فقط، بل شارك في الاحتفالية عدد من الرموز الفكرية والثقافية، وكذلك ممثلون عن الجامعات المصرية ومنظمات المجتمع المدني، حيث عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في ذكرى أحد أبرز الأحداث التاريخية المرتبطة بمحافظة القليوبية، التي تمثل جزءاً أصيلاً من الذاكرة الوطنية.
القناطر الخيرية.. من الماضي إلى المستقبل
يُذكر أن القناطر الخيرية، التي افتتحها الخديو إسماعيل عام 1868، تعد واحدة من أبرز المنشآت المائية التي ساعدت على تنظيم الري في دلتا النيل. وقد لعبت دوراً محورياً في النهضة الزراعية المصرية، ولا تزال حتى الآن مقصداً سياحياً وثقافياً، حيث تستقطب آلاف الزوار سنوياً لما تحمله من قيمة تاريخية ومعمارية.
مشروعات تنموية بالمحافظة
وخلال الفعالية، استعرض مسؤولو القليوبية عدداً من المشروعات التنموية الجاري تنفيذها في مختلف القطاعات، وعلى رأسها مشروعات تحسين شبكات الطرق والكباري، وتطوير الخدمات التعليمية والصحية، ودعم القرى ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة". كما أكدوا أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص الدولة على تعزيز التنمية المتوازنة بين المحافظات، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
احتفال بروح وطنية
اختُتم الحفل بعروض فنية وموسيقية قدمتها فرق شبابية وفلكلورية، جسدت التراث الشعبي للمحافظة وأبرزت التنوع الثقافي لمصر، وسط أجواء وطنية أكدت اعتزاز أهالي القليوبية بتاريخهم العريق، وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل.

