شهدت محافظة الإسكندرية انطلاق التشغيل التجريبي لكوبري محمد نجيب الجديد، أحد أبرز المشروعات المرورية الجاري تنفيذها ضمن خطة توسعة وتطوير كورنيش عروس البحر المتوسط، في区 المسافة الممتدة من منطقة المنتزه وحتى فندق المحروسة بطول يقارب 5 كيلومترات. ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى تحسين حركة المرور وتخفيف الضغط على شوارع المدينة الساحلية الأكثر ازدحاماً، وذلك بتوجيهات مباشرة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي كان قد شدد خلال زيارته الأخيرة للإسكندرية في يوليو الماضي على الإسراع بمعدلات التنفيذ وتسليم المشروع في التوقيتات المحددة.
وقال المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إن الكوبري الجديد يمثل إضافة مهمة لشبكة الطرق والكباري داخل المحافظة، حيث يمتد بطول 600 متر، ويتكون من ثلاث حارات مرورية مخصصة للاتجاه القادم من منطقة المنشية باتجاه المنتزه، مما يسهم في تسهيل الحركة على الكورنيش وامتصاص الكثافات المرورية المعتادة في هذه المنطقة الحيوية، خاصة بمحيط سيدي بشر.
وأضاف الوزير أن التشغيل التجريبي يأتي تمهيداً للانتهاء من باقي أعمال المشروع، وعلى رأسها فواصل التمدد الإنشائية واستكمال الربط مع الشوارع المحيطة، مشيراً إلى أن خطة التطوير لا تقتصر على إنشاء الكوبري فقط، بل تمتد إلى إعادة تخطيط وإلغاء إشارات المرور المسببة للاختناقات مثل إشارة سيدي بشر، مع نقل الحركة المرورية إلى شارع خالد بن الوليد أسفل الكوبري، بما يضمن انسيابية أكبر في الحركة المرورية على امتداد الكورنيش.
وفي جولة ميدانية، قام اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، يرافقه اللواء طارق كمال موافي، رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير الساحل الشمالي الأوسط، بتفقد التشغيل التجريبي للكوبري. وأكد نصار أن المشروع لم يقتصر على أعمال الطرق والكباري فقط، بل شمل حزمة متكاملة من الأعمال الخدمية والحماية البحرية، حيث تم تنفيذ تدعيمات شاطئية وأعمال أسوار وبوابات بعدد 17 بوابة موزعة على امتداد المسار، إضافة إلى إنشاء دورات مياه عامة وأرصفة وإنترلوك وأعمال أسفلتية حديثة، إلى جانب 3 أنفاق للمشاة، أحدها جديد بالكامل واثنان تم رفع كفاءتهما بعد التوسعة.
وأشار رئيس الجهاز إلى أن المرحلة الأخيرة من مشروع توسعة الكورنيش ستبدأ منتصف سبتمبر المقبل، على أن يتم الانتهاء من كافة الأعمال بنهاية ديسمبر 2025، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في شكل الكورنيش وخدماته، ويعزز من القيمة السياحية والجمالية لواجهة الإسكندرية البحرية.
وفي سياق متصل، تفقد اللواء نصار أعمال إنشاء كوبري محور السادات الجديد، الذي يجري تنفيذه على مستويين لربط شارع السادات (المعروف بـ45) بالطريق الدولي الساحلي عند تقاطعه مع شارع مصطفى كامل. وأوضح أن هذا المشروع يعد من أهم المحاور المرورية المستقبلية بشرق الإسكندرية، نظراً لدور شارع السادات الحيوي باعتباره أحد المداخل الرئيسية للمدينة من جهة الشرق، فضلاً عن كونه الرابط الأساسي بين الطريق الزراعي والطريق الدولي الساحلي ومحور المحمودية.
وأضاف أن محور السادات سيسهم في تقليل زمن الرحلات بين شرق وغرب المدينة، واستيعاب الزيادة المتوقعة في حجم الحركة المرورية، كما سيضاعف الاستفادة من الأنفاق والكباري التي تم تنفيذها مسبقاً بالمنطقة، خاصة نفق وكباري السادات عند تقاطع الشارع مع طريق الكورنيش.
من جانبه، أوضح اللواء طارق موافي أن الكوبري الجديد بطول إجمالي يبلغ نحو 2.2 كم، ويتضمن ثلاث حارات مرورية في كل اتجاه. وسيضم مستويين رئيسيين: الأول يربط بين شارع السادات في اتجاه الطريق الدولي الساحلي، بينما المستوى العلوي يربط من الطريق الساحلي إلى شارع السادات مع امتداد الربط في اتجاه ميدان الساعة. ومن المخطط أن يتم الانتهاء من تنفيذه بنهاية ديسمبر 2025، ليكتمل بذلك أحد أهم المشروعات المرورية الحديثة بالإسكندرية.
وتعكس هذه المشروعات رؤية الدولة المصرية في إعادة تخطيط المدينة الساحلية العريقة بما يواكب متطلبات الزيادة السكانية وحجم الحركة اليومية داخلها، ويؤكد في الوقت ذاته على أن تطوير البنية التحتية لا يقتصر على القاهرة الكبرى فقط، بل يمتد إلى كافة المحافظات الحيوية. ومع دخول هذه الكباري والأنفاق الجديدة الخدمة، ينتظر أهالي الإسكندرية وزوارها تراجعاً ملموساً في معدلات التكدس المروري، إلى جانب تحسين المشهد الحضاري للكورنيش الذي يعد أيقونة المدينة وواجهة مصر البحرية.

