شهدت محافظة الفيوم جولة ميدانية مهمة داخل محمية وادي الريان، حيث قامت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، يرافقها الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بتفقد عدد من المواقع الخدمية والسياحية داخل المحمية، في إطار خطة الدولة لتعزيز السياحة البيئية والاهتمام بالمحميات الطبيعية بوصفها ثروة قومية.
وخلال الجولة، استمعت الوزيرة إلى شرح تفصيلي حول مكونات المحمية، وأهم معالمها الطبيعية والتراثية، إضافة إلى الأنشطة السياحية المتنوعة التي تستقطب الزائرين، مثل رحلات السفاري، والتخييم، وزيارة منطقة الشلالات الشهيرة التي تُعد أحد أبرز عناصر الجذب. كما تفقدت الوزيرة والمحافظ مركز الزوار والكافتيريات والخدمات التي تقدم للزائرين، بهدف الوقوف على مستوى الأداء وسبل تطويره بما يحقق تجربة متكاملة للزائر.
وأكدت الدكتورة منال عوض أن وادي الريان يمثل نموذجاً فريداً للمحميات الطبيعية في مصر، مشيرة إلى أن منطقة الشلالات على وجه الخصوص لا يوجد مثيل لها على مستوى الجمهورية، وهو ما يجعل المحمية إحدى الوجهات المميزة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء. وأوضحت أن وزارة البيئة بالتعاون مع التنمية المحلية تعملان على إحكام الرقابة على المحميات، بما يضمن الحفاظ على مواردها الطبيعية وحمايتها من أي ممارسات عشوائية قد تضر بالبيئة أو بالزائرين.
وشددت الوزيرة على ضرورة رفع كفاءة الخدمات المقدمة داخل المحمية، مشيرة إلى أن تحسين مستوى الخدمات يعد أحد العوامل الأساسية لجذب المزيد من السياح، وتوفير بيئة آمنة ومريحة للزائرين. كما أكدت أن الحكومة حريصة على تقديم نموذج حقيقي للسياحة البيئية التي تراعي الأبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بجانب الاعتبارات البيئية، بما يحقق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات.
وفي سياق متصل، شددت الوزيرة على أهمية إشراك القطاع الخاص والمجتمع المحلي في إدارة وتطوير الخدمات بالمحمية، موضحة أن التعاون مع شركاء التنمية يسهم في توفير فرص عمل جديدة للشباب، ويدعم الاقتصاد المحلي، فضلاً عن زيادة أعداد الزائرين المصريين والأجانب.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم أن محمية وادي الريان تمثل أحد أهم المقومات السياحية بالمحافظة، مشيراً إلى أن هذه المنطقة لا تقتصر أهميتها على الجانب البيئي فقط، بل تمتد لتكون فرصة حقيقية لتنمية المجتمع المحلي بمركز يوسف الصديق. وأضاف أن استثمار هذه المقومات الطبيعية بصورة مستدامة يسهم في خلق فرص عمل جديدة، وفتح مجالات للاستثمار السياحي والبيئي، وهو ما ينعكس بالإيجاب على المواطن الفيومي.
وأشار المحافظ إلى أن وادي الريان أصبح وجهة مفضلة للزوار من داخل الفيوم ومن مختلف المحافظات الأخرى، مؤكداً أن المحافظة تعمل على الترويج لهذه المقومات الفريدة، بما يعزز مكانتها على خريطة السياحة المصرية. كما لفت إلى أن الخطط المستقبلية ستتضمن مزيداً من الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات الداعمة للسياحة البيئية، بما يتوافق مع رؤية الدولة في دعم هذا النوع من السياحة المستدامة.
ويُعد وادي الريان واحداً من أهم المحميات الطبيعية في مصر، حيث يتميز بتنوع بيئي وجغرافي يجمع بين البحيرات الطبيعية والشلالات والكثبان الرملية، ما يجعله بيئة مناسبة للعديد من الأنشطة السياحية والترفيهية. كما أن المحمية تستقطب أعداداً كبيرة من الزائرين سنوياً، سواء من المصريين أو من السياح الأجانب الباحثين عن تجربة مختلفة تعكس جمال الطبيعة المصرية.
وتأتي هذه الجولة في إطار حرص وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية على متابعة سير العمل داخل المحميات، وضمان تقديم خدمات تراعي معايير الجودة والراحة والأمان. كما أنها تعكس توجه الدولة نحو الاستفادة المثلى من المحميات الطبيعية ليس فقط كمزارات سياحية، بل كفرص استثمارية وتنموية متكاملة تحقق التوازن بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية.
ويؤكد مراقبون أن هذه الجهود الحكومية تمثل نقلة نوعية في التعامل مع ملف المحميات الطبيعية في مصر، حيث لم تعد تُدار فقط كأماكن محمية من التعديات، بل كموارد يمكن أن تُسهم بفاعلية في دعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على القيمة البيئية والتراثية لهذه المواقع الفريدة.

