سبق وكتبت عن توزيع أطباء الامتياز وكيف يتم التوزيع دونما مراعاة مصلحة الأطباء.. اليوم أكتب عن سلوك ممائل بل يزيد في أثره السلبي عن توزيع الأطباء وهو توزيع المعلمين الجدد..
تساؤلات تتداعي علي رأسي دونما أجد لها اجابات منطقية، أهمها:
(1) كيف يعقل أن يتم تعيين معلم من قرية منيل موسي -مثلا- وهي ابعد نقطة في مركز ببا تجاه مركز اهناسيا ويتم توزيعه علي مدرسة بقرية شنرا أو دلهانس أبعد قري الفشن بالنسبة لأبناء منيل موسي؟
(2) العبقري الفذ الذي قام بالتوزيع هل يعرف موقع هاتين القريتين علي الخريطة؟
(3) هل سأل المسئول نفسه كيف لمعلم غلبان لا يملك سيارة أو خلافه سيتقاضي راتب لا يكفي بالتأكيد لشراء سيارة ملاكي وتكبد تكلفة بنزين المشوار أن يصل إلي المدرسة الموزع عليها يوميا قبل الساعة 8 صباحا؟
(4) لماذا لا توفر وزارة التربية والتعليم سكن (استراحات مثلا) للمعلمين في هذه المناطق لو كان مستحيل توفير معلمين لها من ذات القري أو القري المجاورة؟
(5) هل يعرف المسئول أن الانتقال من قرية مثل منيل موسي بمركز ببا إلي قرية مثل دلهانس أو شبرا بالفشن يحتاج من المعلم علي الأقل ساعتان ذهابا ومثلهم إيابا؟
(6) لماذا لا يكون قرار التوزيع بالتشاور وبأخذ رأي المعلمين بحيث يتم عمل استمارة رغبات وبناء علي الرغبات يتم التوزيع؟
(7) هل يعلم صاحب قرار التوزيع هذا أنه لا توجد خطوط مواصلات تربط هذه القري بعضها البعض؟
.. وفي النهاية اود فقط أن انقل للقائمين علي القرار معاناة الانتقال من قرية منيل موسي بمركز ببا إلي قرية شنرا بمركز الفشن، فالأمر يحتاج من المعلم أن يركب توكتوك من منيل موسي إلي قمبش (الكوبري البحري) ثم ركوب سيارات بني سويف علشان ينزل علي الطريق الزراعي ويركب سيارات ببا أو الفشن علي حسب الظروف ومن ببا يركب للفشن أو من الفشن يركب إلي قرية شنرا.. تجيلوا معي مع هذه المعاناة.. هل من الممكن ان يكون متبقي للمعلم طاقة للعمل والعطاء؟
ارجوكم يا اصحاب القرار تدخلوا ويسروا علي المعلمين الجدد هم الانتقال إلي المدارس التي يعملون بها لعل وعسي حل هذه المشكلة قد يكون دافع لهم للعمل والعطاء لتحسين منظومة التعليم .. علما أن ابقاء الوضع علي ما هو عليه يعني اضافة عبء علي منظومة التعليم وليس مواجهة أزمة العجز في المدارس..

