شهدت محافظة الوادي الجديد، اليوم السبت، خطوة جديدة نحو توطين صناعة الحرير الطبيعي في مصر، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي التنمية المحلية والزراعة ومحافظة الوادي الجديد، لإنشاء أول مركز متكامل لإنتاج الحرير الطبيعي بمدينة الخارجة على مساحة 250 فدان.
وحضر مراسم التوقيع الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، والسيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى جانب اللواء الدكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، إضافة إلى عدد من قيادات الوزارتين وممثلي الأجهزة التنفيذية بالمحافظة.
خطوة استراتيجية لتقليل الاستيراد
أكدت الدكتورة منال عوض أن المشروع يأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة توطين صناعة الحرير في مصر، مشيرة إلى أنه تم إعداد خطة تنفيذية متكاملة بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة، بهدف جعل هذا المركز نواة لمشروع قومي يمكن تكراره في محافظات أخرى.
وأوضحت الوزيرة أن المشروع من المنتظر أن ينتج نحو 25 طناً من الحرير الطبيعي خلال أربع سنوات فقط، وهو ما سيساهم في توفير المادة الخام للصناعات القائمة على الحرير مثل الملابس والسجاد وبعض الاستخدامات الطبية. وأضافت أن هذه الخطوة ستقلل فاتورة الاستيراد وتوفر العملة الصعبة، بجانب خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، خاصة للشباب والنساء في المناطق الريفية.
دعم كامل من وزارة الزراعة
من جانبه، أشار وزير الزراعة علاء فاروق إلى أن المشروع يمثل إضافة كبيرة للاقتصاد المصري، موضحاً أن وزارة الزراعة ستوفر كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي لضمان نجاح التجربة.
ولفت الوزير إلى أن الوادي الجديد سيكون نموذجاً رائداً يمكن تطبيقه في باقي المحافظات، مؤكداً أن زراعة التوت وتربية ديدان الحرير ستصبح نشاطاً زراعياً وصناعياً متكاملاً يحقق دخلاً جيداً للمزارعين، ويعزز من فرص العمل بالمناطق المستهدفة.
فرص عمل وتدريب للمجتمع المحلي
وفي كلمته، أوضح اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أن البروتوكول ينسجم مع توجيهات القيادة السياسية لتعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة، مؤكداً أن المحافظة ستوفر كل التيسيرات اللوجستية المطلوبة لتنفيذ المشروع بسرعة وكفاءة.
وأشار المحافظ إلى أن المشروع سيفتح الباب أمام برامج تدريبية للأهالي على تربية ديدان الحرير وإنتاج الشرانق، إضافة إلى توزيع ورق التوت وبيض الديدان على الأسر المستهدفة، لتمكينهم من العمل من منازلهم تحت إشراف الجهات المختصة، ما يتيح مصدر دخل إضافي للمرأة والشباب.
تعاون بين الجهات لتحقيق التنمية
شارك في مراسم التوقيع عدد من القيادات التنفيذية بالوزارتين، من بينهم الدكتور هشام الهلباوي مساعد وزيرة التنمية المحلية للمشروعات القومية، والدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والعقيد إيهاب نافع سكرتير عام مساعد المحافظة.
كما حضر من وزارة التنمية المحلية الدكتور سعيد حلمي رئيس قطاع الإدارة الإستراتيجية والتنمية المحلية، والدكتور حسام يونس مدير مكون التنمية الاقتصادية ببرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والدكتور أحمد كحلة مدير التكتلات الزراعية، والمهندس كيرلس إيهاب من الدعم الفني بالوزارة، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الزراعة على رأسهم المهندس مجدي عبد الله المشرف على مكتب الوزير، والدكتور أحمد حسن معاون الوزير.
مشروع قومي برؤية مستقبلية
ويُتوقع أن يسهم المشروع في إحياء صناعة الحرير الطبيعي بمصر بعد سنوات من التراجع، بما يدعم توجه الدولة نحو التوسع في الصناعات المحلية ذات القيمة الاقتصادية العالية. كما سيساعد على دمج المجتمع المحلي في منظومة إنتاجية وصناعية متكاملة، تحقق التنمية المستدامة وتدعم الاقتصاد الوطني.

