شهدت محافظة الشرقية أمس نشاطًا ملحوظًا لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، الذي حرص على متابعة انتظام الدراسة وسير العملية التعليمية داخل المدارس منذ اليوم الأول لانطلاق العام الدراسي الجديد. وجاءت الجولة عقب افتتاح مدرسة "فوزي السيد الدهشوري للتعليم الأساسي" بقرية أنشاص الرمل التابعة لإدارة بلبيس التعليمية، حيث أطلق الوزير إشارة بدء العام الدراسي بالمدرسة الجديدة، التي تُعد إضافة مهمة للخدمات التعليمية المقدمة لأبناء القرية والمناطق المحيطة.
رافق الوزير خلال جولته الدكتور أحمد المحمدي، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، حيث بدأت الجولة بزيارة مدرسة "الحاجة فائقة الأهواني الإعدادية بنات". واطمأن الوزير خلال جولته بالفصول على انتظام حضور الطالبات وتفاعلهن مع الشرح، مشددًا على أهمية بدء العام الدراسي بالجدية والانضباط، وأكد أن الوزارة لن تسمح بأي تهاون في الالتزام باللوائح المنظمة للعملية التعليمية.
وانتقل الوزير بعدها إلى مدرسة "بوبسطة الابتدائية" التابعة لإدارة شرق الزقازيق، والتي تستوعب نحو 905 طلاب وطالبات. وخلال الزيارة، تفقد الفصول الدراسية واطلع على نسب الكثافة، واستمع إلى ملاحظات إدارات المدرسة حول احتياجات الصيانة. ووجه بسرعة الانتهاء من أعمال الدهانات والصيانة البسيطة، إلى جانب الاهتمام بنظافة الفصول والملعب المدرسي، بما يضمن تهيئة بيئة تعليمية مناسبة للطلاب. كما حرص على التأكد من تسليم الكتب المدرسية للطلاب دون تأخير.
كما شملت الجولة زيارة مدرسة "بوبسطة الإعدادية بنات" التي تضم 493 طالبة. وأشاد الوزير بما لاحظه من التزام بالانضباط والانتظام في الحضور وتسلم الطالبات للكتب، مشيرًا إلى أن انتظام الحضور منذ اليوم الأول يعكس وعي أولياء الأمور بأهمية الانضباط الدراسي، وحرص الإدارات المدرسية على تطبيق تعليمات الوزارة.
وفي محطته الأخيرة، توجه الوزير إلى مدرسة "السادات الثانوية بنين"، إحدى أكبر المدارس بالمحافظة والتي تضم 1896 طالبًا. وخلال تفقد الفصول، أجرى الوزير حوارًا مفتوحًا مع طلاب الصف الأول الثانوي حول نظام البكالوريا الجديد، موضحًا أنه يمثل نقلة نوعية في تطوير التعليم المصري ليتماشى مع المعايير الدولية، ويمنح الطلاب فرصًا أكبر لاكتساب المهارات وتنمية التفكير النقدي والإبداعي.
وأكد عبد اللطيف أن تطبيق نظام البكالوريا سيكون تدريجيًا، مع توفير التدريب اللازم للمعلمين، وضمان جاهزية البنية التحتية للمدارس لتطبيقه بشكل فعّال. كما شدد على أن الوزارة تضع نصب أعينها تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، سواء في المدن أو القرى.
وفي ختام جولته، وجّه الوزير رسالة حاسمة بضرورة الالتزام الكامل بتطبيق لائحة الانضباط وأعمال السنة والتقييمات بشكل صارم، باعتبارها أدوات أساسية لضبط العملية التعليمية وتحقيق جودة التعليم. وأكد أن أي تقصير أو تهاون في الالتزام باللوائح سيواجه بإجراءات رادعة، مشددًا على أن الوزارة عازمة على استعادة هيبة المدرسة المصرية كمؤسسة تربوية وتعليمية في آن واحد.
الجولة التي استغرقت ساعات عدة، عكست اهتمام الوزارة بالمتابعة الميدانية المباشرة بعيدًا عن التقارير المكتوبة، حيث استمع الوزير بنفسه إلى ملاحظات المعلمين والطلاب، وأعطى توجيهات عاجلة لتذليل أي عقبات قد تواجه انتظام الدراسة. وأكد أن الوزارة ستواصل مثل هذه الجولات بشكل دوري في مختلف المحافظات، لمتابعة الانضباط، ورصد أي مشكلات على أرض الواقع، بما يسهم في سرعة التعامل معها.
بهذا، تضع وزارة التربية والتعليم رسائل واضحة مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، مفادها أن الانضباط والالتزام هما الركيزة الأساسية لنجاح أي خطة تطوير، وأن تحسين جودة التعليم لن يتحقق إلا بالتعاون المشترك بين الوزارة والإدارات والمدارس وأولياء الأمور والطلاب على حد سواء.

