في إطار الاستجابة السريعة لحوادث الطرق الكبرى، تتابع وزارة التضامن الاجتماعي باهتمام بالغ تداعيات حادث انقلاب أتوبيس ركاب وقع صباح اليوم الإثنين، على الطريق الصحراوي الشرقي بالقرب من مركز سمالوط بمحافظة المنيا، والذي أسفر عن مصرع 8 مواطنين وإصابة 14 آخرين وفق البيانات الرسمية الأولية.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تحركت بشكل فوري منذ اللحظات الأولى لورود البلاغ بالحادث، حيث جرى التواصل مع مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة المنيا، إلى جانب تنسيق الجهود مع فرق الإغاثة التابعة للهلال الأحمر المصري، لتقديم التدخلات الإغاثية العاجلة للأسر المتضررة.
وأوضحت الوزيرة أن التدخلات شملت تقديم مساعدات عاجلة في موقع الحادث، إلى جانب متابعة الحالات المصابة بالمستشفيات للتأكد من حصولها على الرعاية الطبية اللازمة. كما وجهت بسرعة صرف المساعدات المقررة لأسر الضحايا والمصابين، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية، وبما يتناسب مع التقارير الطبية الرسمية الخاصة بكل حالة.
وأضافت وزيرة التضامن أن الوزارة تضع نصب أعينها البعد الإنساني لمثل هذه الحوادث المؤلمة، مؤكدة أن الدولة المصرية بكافة أجهزتها لا تدخر جهدًا في مساندة الأسر المنكوبة والتخفيف عنهم، سواء من خلال المساعدات المالية المباشرة أو عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
وخلال الساعات الماضية، تواصلت الوزيرة مع رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية لمتابعة تفاصيل الموقف لحظة بلحظة، كما كلفت فرق العمل الميدانية برفع تقارير دقيقة عن الأوضاع على أرض الواقع. وشددت الوزيرة على ضرورة سرعة الاستجابة وتقديم كافة أشكال الدعم المطلوب دون أي تأخير، خاصة في ظل الأثر النفسي الكبير الذي تخلفه مثل هذه الحوادث على الأسر.
ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رسالة تعزية لأسر الضحايا، معربة عن بالغ حزنها لوقوع هذا الحادث، وداعية الله أن يتغمد المتوفين برحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ بالشفاء العاجل على المصابين.
كما أكدت أن الحوادث الكبرى على الطرق السريعة تستوجب مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن وزارة التضامن تعمل دائمًا ضمن منظومة متكاملة مع وزارتي الصحة والداخلية، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، لضمان سرعة التدخل وتقديم كافة أوجه المساندة للأسر المنكوبة.
وفي السياق نفسه، أوضحت مصادر بمديرية التضامن الاجتماعي بالمنيا أن فرق التدخل السريع انتقلت فور وقوع الحادث إلى المستشفى الذي استقبل المصابين، من أجل حصر الحالات والتأكد من تقديم الدعم اللازم لهم. كما يجري التنسيق حاليًا مع الجمعيات الأهلية العاملة في المنطقة لتقديم المساعدات العينية والغذائية اللازمة للأسر لحين استقرار الأوضاع.
ويأتي تحرك وزارة التضامن في إطار سياسة واضحة تستهدف تعزيز مفهوم الحماية الاجتماعية العاجلة، والتي تشمل التدخل السريع في الكوارث والحوادث الكبرى، سواء من خلال صرف تعويضات مالية، أو بتقديم مساعدات عينية، أو من خلال الدعم النفسي.
جدير بالذكر أن حادث انقلاب الأتوبيس وقع أثناء سيره باتجاه القاهرة على الطريق الصحراوي الشرقي بمركز بني مزار–سمالوط، وأسفر عن خسائر بشرية أليمة أعادت تسليط الضوء على خطورة الحوادث المرورية، والحاجة المستمرة لمزيد من إجراءات السلامة على الطرق السريعة.
وأكدت وزيرة التضامن في ختام تصريحاتها أن الوزارة ستظل إلى جوار أسر الضحايا والمصابين، وأن فرق العمل ستواصل تواجدها الميداني لحين استقرار الأوضاع وصرف كافة المستحقات المقررة، مشددة على أن العمل الميداني المباشر هو الركيزة الأساسية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه في أسرع وقت ممكن.

