عقدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، اجتماعًا موسعًا مع الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية والقائم بمهام محافظ القاهرة، لمتابعة خطة النقل الآمن لمجزر البساتين إلى منطقة ١٥ مايو، وبحث آليات تطوير المنطقة المحيطة بالمجزر الجديد، بالإضافة إلى دراسة أفضل سبل الاستفادة من مدفن الطوب الرملي بعد إغلاقه.
حضر اللقاء عدد من قيادات وزارتي البيئة والتنمية المحلية، من بينهم الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، والأستاذ ياسر عبد الله، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، إلى جانب عدد من مسؤولي محافظة القاهرة والهيئة العربية للتصنيع.
توجيهات وزيرة التنمية المحلية والبيئة
وأكدت الوزيرة خلال الاجتماع أن الحكومة تسعى إلى إدخال معايير بيئية حديثة في تشغيل المجازر الحكومية على مستوى الجمهورية، التزامًا بتوجيهات القيادة السياسية بالحفاظ على الصحة العامة، وتقليل الأثر البيئي الناتج عن مخلفات الذبح.
وأشارت الوزيرة إلى ضرورة أن يتم إعداد دراسة تقييم أثر بيئي شاملة لمشروع نقل وتشغيل مجزر ١٥ مايو، على أن تُنفذ من خلال أحد المراكز البحثية المعتمدة من وزارة البيئة، لضمان مطابقة المشروع لكافة المعايير البيئية الدولية. كما وجهت بضرورة مراجعة الرسومات الهندسية والمقايسة الخاصة بالمجزر قبل البدء في التشغيل، والتأكد من تخصيص مساحة مناسبة لإنشاء وحدة لإنتاج الغاز الحيوي "البيوجاز"، بما يسمح بتحويل المخلفات الحيوانية إلى طاقة وأسمدة عضوية.
الاستفادة من المخلفات الحيوانية
وشددت الدكتورة منال عوض على أن تطوير المجازر يجب أن يتجاوز مفهوم الذبح الآمن إلى الاستفادة الكاملة من المخلفات الحيوانية. وأوضحت أن الوزارة تسعى إلى إدخال تقنيات حديثة تمكن من تحويل المخلفات إلى مصادر طاقة نظيفة، وأسمدة عضوية صديقة للبيئة، ما يساهم في دعم الزراعة وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية.
وأضافت أن الوزارة تعمل أيضًا على تعزيز دور القطاع الخاص في هذا المجال، من خلال تشجيع الاستثمار في إدارة وتشغيل المجازر وتدوير المخلفات الحيوانية، بما يحقق أهداف الاستدامة البيئية والاقتصادية معًا.
موقف محافظة القاهرة
من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم صابر أن محافظة القاهرة ملتزمة بتنفيذ خطة النقل الآمن لمجزر البساتين إلى منطقة ١٥ مايو، وفقًا للتوجيهات الرئاسية، مشيرًا إلى أن المجزر الجديد تم إنشاؤه في عام ٢٠١٥ وحصل على الموافقة البيئية الأولية.
وأشار المحافظ إلى أن المحافظة وقعت اتفاقًا مع الهيئة العربية للتصنيع لتشغيل المجزر الجديد، كما تم تخصيص عشرة أفدنة إضافية لتوسعة المشروع، بما يضمن استيعاب حجم الذبح المتوقع بعد إغلاق مجزر البساتين.
وأكد أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع وزارة البيئة على استكمال الدراسات البيئية والفنية اللازمة، تمهيدًا للحصول على الموافقات النهائية وبدء التشغيل الفعلي للمجزر.
تطوير المنطقة المحيطة ومدفن الطوب الرملي
وتناول الاجتماع أيضًا مناقشة وضع مدفن الطوب الرملي بمحافظة القاهرة، والذي تم إغلاقه مؤخرًا بشكل آمن، حيث جرى بحث آليات إعادة استخدام الموقع بما يحقق أقصى استفادة ممكنة منه.
وأشار المشاركون في الاجتماع إلى أن المنطقة المحيطة بالمجزر الجديد تحتاج إلى خطة تطوير متكاملة تشمل شبكات الطرق والمرافق والخدمات، بما يضمن سهولة الوصول إلى المجزر وتشغيله بكفاءة، إلى جانب الحد من أي آثار سلبية على البيئة أو السكان المحيطين.
توجه نحو الاستدامة
وأكدت وزيرة التنمية المحلية والبيئة أن إنشاء وحدات للبيوجاز داخل المجازر يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة، موضحة أن هذه الوحدات قادرة على إنتاج الغاز الحيوي من خلال معالجة المخلفات الحيوانية، بما يسهم في توفير مصدر طاقة متجدد وسماد عضوي عالي الجودة.
واعتبرت الوزيرة أن المشروع يعد نموذجًا يمكن تعميمه في باقي المحافظات، مشيرة إلى أن التوسع في تطبيق هذه التجربة سيؤدي إلى تحسين جودة المنتجات الزراعية، ودعم توجه مصر نحو زيادة الصادرات الزراعية، خاصة العضوية منها.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على تشكيل فرق عمل مشتركة من وزارتي البيئة والتنمية المحلية ومحافظة القاهرة لمتابعة تنفيذ التوصيات والخطوات العملية لنقل مجزر البساتين وتشغيل مجزر ١٥ مايو وفق أعلى المعايير البيئية.

