في إطار تحرك وطني متكامل لحماية الأرواح وتغيير المفاهيم المغلوطة المرتبطة بتعاطي المخدرات، أعلنت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، عن إطلاق حملة توعية جديدة بعنوان "القيادة الآمنة" تستهدف سائقي المواقف العمومية والطرق السريعة.
وتأتي هذه الخطوة بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، بهدف نشر ثقافة القيادة المسؤولة، والتأكيد على أن تعاطي المخدرات لا يُحسن من أداء السائقين بل يُضاعف من مخاطر الحوادث بنسبة تصل إلى 3 أضعاف، بحسب تقارير أممية حديثة.
الحملة لا تكتفي بالتوعية فقط، بل تتحرك على الأرض عبر فرق من المتطوعين في المحافظات والميادين العامة، يقدّمون رسائل مباشرة إلى السائقين لتصحيح مفاهيم راسخة وخاطئة، مثل "المخدرات بتفوق"، أو "تخلي السواق يشتغل ورديتين". وتوضح الحملة من خلال نقاشات حيّة ومواد بصرية أن تلك المعتقدات ما هي إلا بوابة لحوادث مميتة على الطرق.
الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أوضح أن هذه الحملة تأتي كجزء من خطة موسعة نُفذ خلالها أكثر من 11 ألف نشاط توعوي خلال النصف الأول من عام 2025، واستهدفت مناطق مختلفة تشمل قرى "حياة كريمة"، والمدارس، ومراكز الشباب، إضافة إلى أماكن الترفيه والتجمعات السياحية.
وفي موازاة هذه الجهود الميدانية، يواصل الصندوق تنفيذ مبادرة "القرار قرارك" داخل المؤسسات الحكومية، لتعريف الموظفين بحقهم في العلاج المجاني والسرّي من الإدمان عبر الخط الساخن 16023، دون أي مساءلة قانونية، شريطة المبادرة بالتقدُّم للعلاج قبل تطبيق قانون فصل الموظفين المتعاطين.
من جانبها، أكدت الدكتورة آمال إمام، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، أن التعاون مع الصندوق يستهدف تطوير ثقافة السلامة المرورية من منظور صحي وإنساني، حيث يتم تدريب السائقين على استخدام أدوات الأمان داخل المركبة، وفهم العلاقة الوثيقة بين القيادة الآمنة والصحة النفسية.
وفي وقت تسعى فيه الدولة جاهدة للحد من ضحايا الطرق، تفتح هذه الحملة نافذة جديدة على مسؤولية كل فرد – خاصة من يمسكون بمقود سيارات تقلّ أرواحًا – لتبني وعي جديد أكثر أمنًا، وأكثر إنسانية.
