في إطار حرص الدولة على ضمان استقرار المنظومة الصحية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل دائم للمواطنين، أجرى الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، جولة ميدانية موسعة بمحافظة الإسكندرية، شملت زيارة عدد من المنشآت التابعة للهيئة، منها فروع صيدليات الإسعاف التاريخية، ومخازن شركة الجمهورية لتجارة الأدوية بمنطقة الرأس السوداء.
بدأت الجولة بتفقد صيدليات الإسعاف، التي تعد من أقدم وأهم سلاسل الصيدليات الحكومية في مصر، إذ تنتشر فروعها في مختلف المحافظات لتلبية احتياجات المواطنين من الأدوية الأساسية والمستحضرات الطبية. وتُعرف هذه الصيدليات بكونها مصدر ثقة، خاصة مع التزامها بتوفير الأدوية الحيوية والطارئة بأسعار مناسبة، ما يجعلها ملاذًا للمرضى في حالات الاحتياج العاجل.
وخلال الزيارة، استمع رئيس الهيئة إلى آراء العاملين واطلع على طبيعة عملهم اليومية، مؤكدًا أن الهيئة حريصة على دعم هذه الصيدليات وتطوير أدائها لتواكب احتياجات المواطن المصري، لافتًا إلى الدور البارز الذي تلعبه فروع "إسعاف 24" في تقديم خدماتها على مدار اليوم، لتلبية الطلبات الطارئة دون انقطاع.
وعقب ذلك، توجه الدكتور هشام ستيت إلى مخازن شركة الجمهورية بمنطقة الرأس السوداء، والتي تُعد أحد أهم الأذرع التابعة للهيئة. وتقوم الشركة بدور محوري في استيراد وتوزيع المواد الخام والمستلزمات الطبية والأجهزة للمستشفيات والجهات الصحية، فضلًا عن امتلاكها شبكة واسعة من المخازن الاستراتيجية المنتشرة في مختلف المحافظات.
وتفقد رئيس الهيئة سير العمل داخل المخازن، واطمأن على انتظام حركة المخزون، واستمع إلى تقارير الموظفين بشأن آليات التخزين والتوزيع. وأكد أن تأمين مخزون دوائي مستقر يُعتبر أولوية قصوى للهيئة، خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بسلاسل الإمداد وارتفاع الطلب على المستلزمات الطبية.
لم تقتصر الجولة على متابعة المخزون أو سير العمل فقط، بل حرص رئيس هيئة الشراء الموحد على التحدث مع العاملين، للاستماع إلى احتياجاتهم وتحدياتهم اليومية. وأكد أن الهيئة لن تحقق أهدافها إلا من خلال الكوادر البشرية التي تمثل العمود الفقري للمنظومة الصحية، مشددًا على أن تطوير بيئة العمل وتحفيز الموظفين يُعد جزءًا أصيلًا من استراتيجية الهيئة.
تأتي هذه الجولة في إطار الدور المحوري الذي تقوم به الهيئة المصرية للشراء الموحد في ضمان استقرار سوق الدواء، وتوفير المستلزمات الطبية بشكل مستدام، بما يعزز من قدرة الدولة على تلبية احتياجات المستشفيات والمرضى على حد سواء.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارات الميدانية تؤكد جدية الهيئة في متابعة التفاصيل على أرض الواقع، وليس فقط عبر التقارير المكتبية. كما أن الوجود الميداني لرئيس الهيئة يعطي رسالة واضحة للعاملين بأن الجهود التي يبذلونها محل تقدير ومتابعة مباشرة.
من المتوقع أن تسهم الخطوات التي تقوم بها هيئة الشراء الموحد في تعزيز استقرار سوق الدواء المصري، خاصة مع وجود خطط لتطوير البنية التحتية للمخازن والصيدليات، وربطها بنظم إلكترونية متقدمة تتيح متابعة دقيقة لحركة المخزون والاحتياجات الفعلية.
كما تسعى الهيئة إلى توسيع نطاق التعاون مع الشركات المحلية والعالمية لضمان تنوع مصادر الإمداد، وتقليل الاعتماد على مورد واحد، بما يعزز من القدرة على مواجهة أي أزمات أو نقص محتمل في بعض الأصناف.
في ختام جولته، أكد الدكتور هشام ستيت أن توافر الأدوية والمستلزمات الطبية للمواطنين بشكل دائم يمثل خطًا أحمر لا يمكن التهاون فيه، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل ليلًا ونهارًا لضمان وصول الدواء لكل مريض في الوقت المناسب.
وأضاف أن صيدليات الإسعاف ومخازن شركة الجمهورية ستظل جزءًا أساسيًا من منظومة الدولة الصحية، بما تمتلكه من خبرات تاريخية وشبكات توزيع واسعة، داعيًا العاملين إلى بذل المزيد من الجهد لمواكبة التطوير المستهدف.
بهذه الجولة الميدانية، تكون الهيئة قد جدّدت التزامها أمام المواطنين بضمان حقهم في الحصول على دواء آمن ومتوافر، وهو ما يشكل ركيزة أساسية لدعم المنظومة الصحية في مصر ومواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير.

