في خطوة تؤكد استعداد الدولة لبداية عام جامعي مختلف، ترأس الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الذي عُقد بمقر جامعة مدينة السادات، بمشاركة الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس، ورؤساء الجامعات وأعضاء المجلس.
بدأ الاجتماع بتوجيه الشكر لجامعة مدينة السادات وأسرتها الأكاديمية على حسن الاستضافة، حيث أشاد الوزير بالدور الكبير الذي قامت به الدكتورة شادن معاوية رئيس الجامعة المنتهية ولايتها، مثمنًا جهودها في تطوير الجامعة خلال فترة رئاستها، وما انعكس من إنجازات واضحة في خدمة العملية التعليمية وخدمة المجتمع المحلي.
كما شهد الاجتماع تقديم التهنئة لعدد من القيادات الجامعية الجدد الذين تولوا مناصب قائم بأعمال رؤساء جامعات كفر الشيخ، بني سويف، ومطروح، متمنيًا لهم النجاح في قيادة جامعاتهم نحو مزيد من التطوير. وفي لفتة مهمة، أشاد الوزير بالجهود التي بذلها المجلس الأعلى للجامعات مؤخرًا والتي أثمرت عن حصوله على أربع شهادات أيزو في مجالات الجودة، الصحة المهنية، المعرفة، والحوكمة.
وخلال كلمته، أكد الدكتور أيمن عاشور أن الاستعداد المبكر للعام الدراسي 2025/2026 يمثل أولوية قصوى، مشددًا على ضرورة إعلان الجداول الدراسية بالكليات قبل بدء الدراسة بوقت كافٍ، حتى يتاح للطلاب الاطلاع عليها وتنظيم وقتهم بشكل أفضل. كما وجه الجامعات بوضع خطط متكاملة للأنشطة الطلابية في المجالات الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية، معتبرًا أنها عنصر أساسي في بناء شخصية الطالب وصقل مواهبه، وتعزيز روح الفريق والانتماء الوطني.
الوزير شدد أيضًا على أهمية تنظيم ندوات تثقيفية وتوعوية لمواجهة الأفكار المتطرفة والمفاهيم المغلوطة، والعمل على غرس القيم الدينية والإنسانية الصحيحة، بما يسهم في حماية الشباب من أي محاولات لاختراق وعيهم أو زعزعة انتمائهم.
وفي السياق ذاته، توقف المجلس أمام الإنجاز الذي تحقق مؤخرًا بإدراج ست جامعات مصرية ضمن أفضل ألف جامعة عالميًا في تصنيف شنغهاي الصيني لعام 2025، وهو ما يعكس حجم التطوير في البحث العلمي ودعم النشر الدولي. وطالب الوزير الجامعات بمضاعفة الجهود لزيادة الإنتاج البحثي وتحسين ترتيب الجامعات المصرية في التصنيفات العالمية المختلفة.
كما استعرض الدكتور عاشور أبرز الأنشطة التي قامت بها الوزارة خلال شهر أغسطس، والتي تضمنت تعزيز التعاون الدولي مع كبرى المؤسسات البحثية والعلمية، منها توقيع اتفاقيات مع شركتي Elsevier و Incision في هولندا لدعم بنك المعرفة المصري وربط البحث العلمي بالتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى مشاركته في وضع خطة إعادة إعمار غزة بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، فضلًا عن بحث سبل التعاون مع وزارات الصحة والعمل وقطاع الأعمال العام داخل مصر لربط التعليم باحتياجات سوق العمل.
ومن بين الأنشطة اللافتة، أشار الوزير إلى إطلاق برنامج جديد للبكالوريوس في العلوم المصرفية بالتعاون بين البنك المركزي والمعهد المصرفي وعدد من الجامعات المصرية، اعتبارًا من العام الجامعي المقبل، وهو ما يمثل نقلة نوعية لربط التعليم الجامعي بالقطاع المصرفي.
كما شهد الاجتماع متابعة جهود الترويج للجامعات المصرية في الداخل والخارج عبر المنصات الرقمية والإعلامية، حيث استعرض الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية خطة متكاملة لتعزيز صورة الجامعات المصرية عالميًا. واعتمد المجلس في ختام الجلسة نظام عمل اللجان العلمية الجديد لفحص الإنتاج العلمي للمتقدمين لشغل وظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين، بجانب إقرار دليل الهوية البصرية لجامعة الغردقة.
وأكد الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن القرارات التي خرج بها الاجتماع تعكس توجه الدولة نحو تطوير منظومة التعليم العالي بصورة شاملة، من حيث البنية التحتية الأكاديمية، والبحث العلمي، والتعاون الدولي، والتفاعل المجتمعي، مما يجعل العام الدراسي المقبل بداية جديدة تحمل الكثير من الفرص للطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء.
وبهذا، يضع المجلس الأعلى للجامعات خريطة طريق واضحة للجامعات المصرية قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، بما يضمن استمرار المسيرة الإصلاحية للتعليم العالي، وتحقيق أهداف الدولة في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات والمساهمة في التنمية المستدامة.

