أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الأحد، عن فتح باب تلقي تظلمات طلاب الثانوية العامة المتضررين من نتائج امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي 2024 / 2025، وذلك خلال فترة تمتد من الأحد 31 أغسطس وحتى الخميس 4 سبتمبر المقبل، وفق ضوابط وإجراءات محددة لضمان الشفافية والالتزام.
وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص الوزارة على إتاحة الفرصة أمام جميع الطلاب للتأكد من دقة عمليات التصحيح ورصد الدرجات، وطمأنة أولياء الأمور بأن حقوق أبنائهم محفوظة، وأن أي خطأ قد يتم اكتشافه سيتم تعديله فوراً دون أي تأخير.
إجراءات التقديم
وأوضحت الوزارة أن خطوات التقدم بالتظلمات تتم إلكترونياً عبر الرابط المخصص: tazalom.emis.gov.eg، وذلك بعد سداد رسوم قدرها 300 جنيه عن كل مادة يرغب الطالب في التظلم بشأنها، من خلال المنافذ المعتمدة مثل البريد المصري أو شركات التحصيل الإلكتروني "فوري" و"أي فينانس".
وبعد إتمام عملية التسجيل وتحديد المواد المطلوب التظلم منها، يحصل الطالب على موعد رسمي للاطلاع على كراسة الإجابة، حيث يتم تحديد مواعيد الحضور بشكل دقيق منعاً لأي تكدس وضمان سير العملية بانضباط.
ضوابط حضور الطلاب
أكدت الوزارة أن حضور الطالب بمفرده أو بصحبة ولي أمره فقط يعد شرطاً أساسياً، بينما يُمنع بشكل قاطع اصطحاب مدرس المادة أو أي طرف خارجي. كذلك شددت على ضرورة الالتزام بالموعد المحدد للاطلاع، حيث لن يُسمح لمن يتخلف عن الحضور بإعادة تقديم طلب جديد.
وعند التوجه لمقر الاطلاع، يجب على الطالب تقديم صورة ضوئية من بطاقة الرقم القومي الخاصة به، وصورة أخرى لولي الأمر، لضمان التحقق من الهوية.
آلية مراجعة أوراق الإجابة
تتيح الوزارة للطلاب الاطلاع على صورة ورقة الإجابة الخاصة بهم، سواء كانت "بابل شيت" أو أسئلة مقالية، بجانب نموذج الإجابة الرسمي. وخلال جلسة المراجعة، يقوم الطالب بمطابقة إجاباته مع النموذج، وتجميع الدرجات وفق التوزيع المقرر، ثم تدوين ملاحظاته في المكان المخصص لذلك داخل ورقة التظلم.
وتعتمد عملية المراجعة على لجان فنية مختصة، تتولى النظر في ملاحظات الطلاب والتأكد من مدى صحتها، قبل اتخاذ أي قرار نهائي.
ما بعد التظلم
أشارت الوزارة إلى أنه في حال ثبوت وجود خطأ يستحق تعديل الدرجة، يتم إخطار الطالب رسمياً بالنتيجة، مع استرداد الرسوم التي كان قد سددها. وتُعتمد قرارات التعديل من خلال رئيس عام الامتحان أو نائبه، ثم يُخطر مكتب تنسيق القبول بالجامعات بالنتيجة المعدلة، حتى تُدرج في ملف الطالب بشكل رسمي عند التقديم للكليات.
رسالة طمأنة من الوزارة
مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم أكد أن فتح باب التظلمات لا يعني بالضرورة وجود أخطاء كبيرة، بل يعكس التزام الوزارة بالشفافية وإتاحة كل السبل أمام الطلاب للتأكد من سلامة عملية التصحيح. وأضاف أن جميع أوراق الإجابة تمر بمراحل دقيقة من المراجعة الإلكترونية واليدوية، ومع ذلك فإن الوزارة تعتبر أي ملاحظة يقدمها الطالب حقاً مشروعاً يجب النظر فيه.
كما شدد المصدر على أن الوزارة حريصة على راحة أولياء الأمور والطلاب، ولذلك تم تقليص مدة تلقي التظلمات إلى خمسة أيام فقط، مع إتاحة التقديم إلكترونياً لتسهيل الإجراءات وتوفير الوقت والجهد.
أهمية هذه الخطوة للطلاب
تظلمات الدور الثاني تعد الفرصة الأخيرة للطلاب لتصحيح أي خطأ محتمل في نتائجهم، خاصة أن الكثير منهم ينتظر بفارغ الصبر إعلان التنسيق النهائي للالتحاق بالجامعات. وبحسب خبراء التعليم، فإن هذه المرحلة حاسمة لأنها قد تُغير مصير طالب بالكامل من كلية إلى أخرى في حال حصوله على زيادة بسيطة في الدرجات.
كما أن فتح باب التظلمات يبعث برسالة طمأنة للمجتمع التعليمي بأن الدولة جادة في ضمان العدالة بين جميع الطلاب، وعدم إهدار أي جهد مبذول خلال العام الدراسي.
ختام
وبينما يواصل الطلاب وأولياء الأمور إجراءات التقديم، تظل وزارة التربية والتعليم تحت مجهر الرأي العام في كيفية إدارة هذا الملف الحيوي. فالطلاب يأملون في أن تسهم التظلمات في إعادة الحقوق لأصحابها، بينما تؤكد الوزارة أن العملية تجري وفق أعلى درجات النزاهة والشفافية.
لتبقى الأيام القليلة المقبلة فاصلة بالنسبة لآلاف الطلاب الذين ينتظرون بفارغ الصبر نتائج تظلماتهم، قبل أن يبدأوا مشواراً جديداً في حياتهم الجامعية.

