استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم السبت ٦ سبتمبر، السيد فيليب لازاريني، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك في إطار بحث تطورات الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، وبحث سبل تعزيز الدعم الدولي للوكالة.
وخلال اللقاء، أعرب الوزير عبد العاطي عن تقديره للجهود التي تبذلها وكالة الأونروا في ظل ظروف استثنائية ومعقدة، مشيدًا بتفاني موظفيها في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، على الرغم من التحديات السياسية والمالية والإنسانية التي تواجهها. كما تقدم بخالص التعازي في مقتل أكثر من ٣٦٠ موظفًا تابعًا للوكالة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، مؤكدًا أن استهداف موظفي الأونروا ومنشآتها يُمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشدد وزير الخارجية على أن مصر تعتبر وكالة الأونروا ركيزة أساسية في دعم الشعب الفلسطيني، ودورها لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، حيث أن إنشائها جاء بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم الإغاثة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين، إلى حين التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أدان الوزير عبد العاطي محاولات إسرائيلية تستهدف إنهاء عمل الوكالة أو تقليص مهامها، واعتبرها خطوة خطيرة تهدد المنظومة الدولية وتضعف الثقة في المؤسسات الأممية. وأكد أن أية محاولات لنقل مهام الأونروا إلى جهات أخرى أو تقليص خدماتها تمثل انتهاكًا لتفويضها الأممي، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم الوكالة ماليًا وسياسيًا، حتى تتمكن من الاستمرار في أداء مهامها الإنسانية.
وتطرق اللقاء إلى الجهود المصرية المستمرة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي التحركات التي تبذلها القاهرة بالتنسيق مع الأطراف المعنية، مشيرًا إلى المخاطر المتزايدة التي تهدد الضفة الغربية بسبب مخططات الاستيطان والتوسع الإسرائيلي.
كما أشار الوزير إلى أن مصر تعتزم استضافة مؤتمر دولي، بالتنسيق مع فلسطين والأمم المتحدة وعدد من الشركاء الدوليين، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وذلك لتوفير الدعم اللازم لمرحلة التعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع. وأكد أن الخطة العربية لإعادة الإعمار، التي تحظى بدعم دولي، ستكون إطارًا أساسيًا لهذه الجهود.
وفي هذا السياق، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية اضطلاع وكالة الأونروا بدور محوري خلال مرحلة التعافي المبكر، خاصة في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، ودعم الأنشطة والبرامج الضرورية لإعادة إعمار القطاع، بما يضمن توفير بيئة مناسبة للحياة الكريمة.
كما حرص وزير الخارجية على الاستماع إلى تقييم المفوض العام للأونروا بشأن الوضع الإنساني الراهن في قطاع غزة، واحتياجات اللاجئين خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى التحديات التي تواجه الوكالة نتيجة القيود الإسرائيلية. وأكد في هذا الصدد أن مصر ستواصل دعمها الكامل للوكالة، سياسيًا وماليًا، في إطار التزامها الثابت بمساندة القضية الفلسطينية.
واختتم اللقاء بالتأكيد على ضرورة تضافر الجهود الدولية للحفاظ على عمل وكالة الأونروا، باعتبارها أداة أساسية لتقديم الدعم الإنساني للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب دورها في تعزيز الاستقرار بالمنطقة، مشددًا على أن أي مساس بدورها أو تفويضها الأممي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية.

