في إطار اهتمام الدولة المصرية بالشباب المتفوقين وإبراز دورهم كقوة فاعلة في بناء المستقبل، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، يوم السبت 6 سبتمبر 2025، مجموعة من أوائل الثانوية العامة من مختلف محافظات الجمهورية، بعد عودتهم من الرحلة التثقيفية التي تنظمها جريدة الجمهورية سنويًا تكريمًا للطلاب المتفوقين.
جاء اللقاء بحضور الأستاذ أحمد أيوب، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، الذي رافق الوفد الطلابي خلال رحلته، حيث حرص الوزير على توجيه التهنئة للطلاب وأسرهم على ما بذلوه من جهد وعطاء حتى تحقق لهم هذا التفوق، مؤكدًا أن تفوقهم لا يمثل إنجازًا شخصيًا فحسب، بل هو مكسب للوطن كله.
وأشار وزير الخارجية في كلمته إلى أن وزارة الخارجية تولي اهتمامًا خاصًا بالشباب والطلاب باعتبارهم الثروة الحقيقية لمصر وأحد أهم ركائز تنميتها، موضحًا أن الدولة تسعى لفتح آفاق الحوار معهم وإشراكهم في قضايا الوطن المختلفة. وأكد أن التفوق العلمي يجب أن يقترن بالوعي الوطني والقدرة على التفكير النقدي والإبداعي، وهو ما تحتاجه مصر في المرحلة المقبلة لتحقيق التنمية الشاملة.
وخلال اللقاء، استرجع الوزير ذكريات مشاركته شخصيًا كأحد أوائل الثانوية العامة عام 1983 في نفس الرحلة التثقيفية التي تنظمها جريدة الجمهورية، معتبرًا أن هذا التقليد الوطني المستمر على مدار عقود يمثل جسرًا مهمًا بين الأجيال، ويعزز من قيم الانتماء والفخر الوطني.
كما قدم عبد العاطي عرضًا تفصيليًا حول محددات السياسة الخارجية المصرية، موضحًا المبادئ الأساسية التي تنطلق منها مصر في تعاملها مع القضايا الإقليمية والدولية. وركّز بشكل خاص على تطورات الأوضاع في قطاع غزة والدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو التحركات الإنسانية، مؤكداً أن مصر ستظل تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه أشقائها.
ولم يقتصر اللقاء على الكلمات الرسمية، بل شهد حوارًا مباشرًا مع الطلاب المتفوقين، حيث أتاح الوزير الفرصة أمامهم لطرح تساؤلاتهم وأفكارهم حول السياسة الخارجية المصرية والعلاقات الدولية. وقد أبدى الطلاب حماسًا كبيرًا وطرحوا رؤى متنوعة عكست وعيهم المبكر بالقضايا الوطنية والدولية، الأمر الذي لاقى استحسان الوزير، مشددًا على أن الوزارة ستستمر في فتح أبوابها أمام الأجيال الجديدة.
وأكد عبد العاطي أن مصر شهدت خلال السنوات العشر الماضية نهضة كبيرة في مختلف المجالات، سواء على مستوى البنية التحتية أو الاقتصاد أو السياسة الخارجية، مشيرًا إلى أن هذا التقدم تحقق بفضل رؤية القيادة السياسية وإصرار الشعب المصري على مواجهة التحديات. وشدد على أن الشباب المتفوق هو امتداد لهذه النهضة، وعليهم أن يواصلوا المسيرة بما يحملونه من طاقات وأفكار مبتكرة.
من جانبه، أعرب الأستاذ أحمد أيوب، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، عن تقديره لوزارة الخارجية على استضافتها أوائل الثانوية العامة كل عام، مشيرًا إلى أن هذه اللفتة تساهم في توسيع مدارك الطلاب وتعريفهم بدور الدولة ومؤسساتها. وأكد أن الجريدة ستظل حريصة على تنظيم الرحلة التثقيفية لأوائل الثانوية العامة باعتبارها تقليدًا وطنيًا أصيلًا.
وفي ختام اللقاء، التقط الوزير الصور التذكارية مع الطلاب، مؤكدًا أن الوزارة تعتبر هذا التواصل المستمر مع الشباب جزءًا من رسالتها المجتمعية والوطنية، وأنها ستواصل تنظيم لقاءات مماثلة لإتاحة الفرصة أمام الأجيال الجديدة للتفاعل المباشر مع صانعي القرار.
وبهذا اللقاء، يتجدد التأكيد على أن الاستثمار الحقيقي الذي تراهن عليه الدولة المصرية هو الاستثمار في العقول الشابة، التي تمثل أمل الغد وحجر الأساس في مسيرة بناء وطن قوي قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وثبات.

