المناوي: محتاجين نعرف أبعاد الأزمة وسبل مواجهتها

أسماء سعودى\r\nأكد عبداللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتلفزيون المصري، أنه هناك أزمة اقتصادية حقيقية يمر بها العالم، ومصر جزء من العالم، وتمر بنفس المشاكل الاقتصادية.\r\n<h4>خيارات المواجهة</h4>\r\nوقال المناوي، خلال لقائه ببرنامج \"آخر النهار\" المُذاع على قناة \"النهار\"، إن مصر أمام خيارين الأول أن نحل مشكلتنا بأنسفنا ونجد السبل الصحيحة العلمية للخروج مما نحن فيه، والثاني أن ننتظر الاعتماد على الآخرين.\r\n<blockquote> هناك أزمة اقتصادية عالمية حقيقية ومصر جزء من العالم</blockquote>\r\nوأضاف أنه حضر قمة دافوس الأخيرة، وحضر جلسات عديدة، وأنه من خلال تلك الجلسات يستطيع القول بأن العالم كله يمر بأزمة حقيقية، وأن هناك إحساس بخطر حقيقي، وأن الجميع يواجه الأزمة.\r\n\r\nولفت المناوي إلي أن الفارق الرئيسي الذي لمسه أثناء حضوره قمة دافوس أن هؤلاء يعلمون أن هناك أزمة، ويضعون المخططات للخروج من الأزمة، ويعرفون كيف يخرجون.\r\n\r\nوأوضح أن هناك أصوات تتكلم عن فكرة بديل للعولمة، والاتجاه نحو الإقيليمية أو الأوروبية، وهي أن يعتمد الأوروبيون على أنفسهم، ويتركوا الآخرين يحلوا أزمتهم بأنفسهم.\r\n<blockquote>نحن أمام خيارين.. حل ذاتي أو انتظار حلول الخارج</blockquote>\r\nوألمح إلي أنه في بلادنا العربية محتاجين نعرف أبعاد الأزمة، وأن نواجه الأزمة الفترة المقبلة بحق وبأسلوب علمي، ونضع بدائل وحلول حقيقية، ونواجه الحقائق حتى لو سوداوية نضعها أمام الرأي العام.\r\n<h4>من مستقر إلي غير مستقر</h4>\r\nونبه رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتلفزيون إلي أن إحدى المؤسسات الاقتصادية صدر عنها تقرير تحدث عن خفض في التوقع بالنسبة للاقتصاد المصري، من مستقر إلى غير مستقر.\r\n\r\nونبه أن وزارة المالية أخذت نصف الحقيقة، وتركت النصف الآخر، وتحدثت بطمانة شديدة على وضع الاقتصاد المصري.\r\n<blockquote>علينا أن نضع الحقائق أمام الرأي العام حتي لو سوداوية</blockquote>\r\nاكد المناوي، أن مصارحة الناس بالحقائق هي الخطوة الأولى للخروج مما نحن فيه من أزمة، وأنه من الضروري أن يدرك المواطن أنه قادر علي تخطي الأزمة.\r\n\r\nويعرف عن المصريين أنهم يرفضون أن تسقط البلد، لكن ذلك يستدعي أن الحكومة تتحدث بصدق، وتحاول أن يفهم الناس أبعاد الازمة.\r\n\r\nوشدد علي أن الفهم والإحساس بالمشاركة وأخذ الخطوات للخروج من الأزمة أمر هام جدا.\r\n<blockquote>حديث وزارة المالية بطمانة شديدة على وضع الاقتصاد يجافي الحقيقة</blockquote>\r\nوأشار إلي أنه لن نتمكن وحدنا من الخروج من الأزمة، ويجب أن يكون هناك حضور للاستثمار الأجنبي المباشر، لأنه المخرج الوحيد.\r\n<h4>ضعف القطاع الخاص</h4>\r\nلفت المناوي إلي أن مصر تعاني أزمة في هذا الأمر، تتمثل في ضعف دور القطاع الخاص، وأنه في ظل هذا الوضع لن يأتي الأستثمار الأجنبي ما دمنا لم نستحضر القطاع الخاص المصري في العملية الاقتصادية.\r\n\r\nوأكد المناوي أن الاستثمار المصري الخاص وعودته للعمل ودفعه ودعمه يؤدي إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر.\r\n\r\nوأشار إلي أن الدولة المصرية مرت بظروف صعبة نتيجة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.\r\n<blockquote>الفهم والإحساس بالمشاركة وأخذ الخطوات للخروج من الأزمة أمر هام</blockquote>\r\nشدد علي أهمية الحوار الوطني حتي يجلس الجميع على مائدة واحدة، ويتم ادارة حوار حول المستقبل، لأن مستقبل البلد يمتلكه كل الشعب المصري، لافتا إلي أن الحوار الوطني يشمل كل الأطراف المختلفة، ولكن لا يضم من أجرم في حق البلد.\r\n<h4>المختلف في الرأي</h4>\r\nالمح المناوي إلي أنه من الممكن أن تدخل الدولة في حوار مع مختلفين في الرأي، دون الجلوس مع قتلة.\r\n\r\nواوضح أنه من الضروري أن نسأل أنفسنا قبل الحوار، هل الحوار من أجل وضع شروط متبادلة بين الأطراف؟، وهل الحوار يخضع لسيطرة الأقوى أو الأقلية؟ هل ستكون هناك دكتاتورية الأغلبية أو الأقلية؟\".\r\n<blockquote>إلغاء أجازة الجمعة ضرورة للتكيف مع معطيات الاقتصاد العالمي</blockquote>\r\nأكد رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري سابقا أن الهدف من الحوار يجب أن يكون إيجاد مناطق اتفاق، مشيرا إلي أن فكرة فرض الرؤى ووجهات النظر لن تؤدي الى نتيجة، والحوار فشل في السودان بسبب الرغبة في السيطرة.\r\n<h4>حوار فرض الشروط</h4>\r\nوقال المناوي: \"مينفعش ادخل الحوار كي أفرض شروطي، لأن الحوار في حد ذاته بين أطراف الأمة ظاهرة صحية، ولابد أن يكون هناك لجنة حكماء تتلقى الأفكار المختلفة ودراستها والوصول لتقييم خاص لها وعرضها على الرأي العام لمناقشتها\".\r\n\r\nوأضاف، أن الدولة لم تدعو للحوار لانها مأزومة، لأن الحوار تعبير عن أن الدولة وصلت لمرحلة استقرار وتمارس أمرها كدولة، ولا يوجد ترقب وقلق تجاه الآخرين المختلفين معها، وأنه بأس أن نفتح المجال للتعبير عن الرأي.\r\n<blockquote>مشاركة المؤسسات الدينية في الحوار الوطني يجب ألا تكون مطلقة</blockquote>\r\nاشترط أن يكون مشاركة المؤسسات الدينية في الحوار الوطني، مقتصرا علي منطقة خاصة محددة، مشيرا إلي ضرورة دراسة جدوى تغيير الأجازة الأسبوعية، وألا تكون يوم الجمعة.\r\n\r\nذكر المناوي أن بعض الدولة العربية غيرت الأجازة الأسبوعية، من الخميس والجمعة، وجعلتها السبت والجمعة، حتي تكون الأجازة متوافقة مع الاقتصاد العالمي.\r\n\r\nوأشار إلى أن بعض الدول كان لديها جرأة وجعلت الأجازة السبت والأحد، مثل تونس، ومؤخرًا الإمارات جعلت الأجازة الأسبوعبة يومي السبت والأحد.\r\n<blockquote>إلغاء أجازة الجمعة ضرورة للتكيف مع معطيات الاقتصاد العالم</blockquote>\r\nواوضح أن الرئيس بورقيبة، جعل موعدين لصلاة الجمعة، واحدة وقت الظهر، وواحدة الساعة 4، مردفًا: \"إذا غيرنا الاجازة، يمكن أن نعمل بريك يوم الجمعة وقت الصلاة\"،\r\n\r\nونصح بضرورة دراسة هل اقتصادنا مرتبط بالاقتصاد العالمي بحيث نغير الأجازة، مع مراعاة الجانب الإنساني، والجانب الاقتصادي، والجانب الديني.\r\n\r\nوأشار المناوي إلي أن طلبه شكل من أشكال المناوشة للعقل العام، وأن كل الأمور قابلة للنقاش، ويجب أن نناقش هلى تغيير الأجازة مفيدة لنا اقتصاديًا؟\".\r\n<h4>تغيير الفكر الديني</h4>\r\nونصح المناوي بضرورة السعي لتغيير الفكر الديني، وليس الخطاب الديني، وانه لا يمكن التعامل مع المؤسسات الدينية بمنطق \"انسف القديم وابني من جديد\".\r\n\r\nأشار إلى ان التطرف في التعبير الديني المتشدد يقابله تطرف علماني، فلا يجب أن نطالب باجتزاز المؤسسة الدينية وإعدام المشايخ، ولا أن يتحكم رجال الدين في تفاصيل حياتنا، وإنما يجب قصر دور المؤسسة الدينية على حدودها وهي المسائل العقائدية والتعبدية.\r\n\r\nطالب المناوي العلمانيين المتشددين، أن يتفهموا أنه لا يمكن لأحد يكسب معركة تحدى فيها ثقافة المجتمع، وإن كانت ثقافة خاطئة، وإنما الحل هو الحوار، أن تفتح المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، الباب للحوار مع الأطراف المختلفة\".\r\n\r\nونبه أن الأزهر أصدر وثائق شديدة المدنية، وكان يجب الاهتمام بها بشكل أكبر في الإعلام.\r\n\r\nولفت إلي أنه عندما كان العالم مشغول بنجاح عملية زراعة كتفين لرجل، كنا مشغولين نعيد على المسيحيين أم لا، وبالزوجة الثانية.\r\n<blockquote>الرئيس بورقيبة، جعل موعدين لصلاة الجمعة، واحدة وقت الظهر، والآخر الساعة 4،</blockquote>\r\nوقال المناوي إن الدين مكون رئيسي لثقافة الشعوب الشرقية وحاضر بشكل قوي، لكن هل ما يحدث ذنب رجال الدين والمؤسسة، أم المؤسسات الإعلامية والسوشيال ميديا التي تعتبره أهم الموضوعات، هل هذا انشغال صحي؟\".\r\n\r\nوأضاف أنه سجل 40 ساعة حوارات مع قيادات الجماعة الإسلامية والجهادية في السجون، والتي تعتبر إحدى الوثائق المهمة، يتمنى وضعها في شكل متكامل.\r\n\r\nوأشار إلى أن تلك الحوارات تكشف كيف تم إعادة بناء الجماعات الإسلامبة، وهو جزأ من التأريخ، من المهم يأن تم صياغته في عمل متكامل.\r\n\r\nواوضح المناوي، أن التيار الأعظم ممن يعتنق أفكار الإسلامي السياسي، لن يستطيع التكيف مع فكرة أنه موجود في دولة ليس هو صاحب الكلمة فيها.\r\n\r\nوأكد أنه ليس هناك نظام سياسي يمكن أن يسمى نظام سياسي، ونماذج قليلة جدًا من معتنقي أفكار الإسلام السياسي استطاعت تتعايش وأن يكون لها رأيها الخاص ولا تعادي المجتمع، مثل ناجح إبراهيم وكرم زهدي.