في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة ومدريد، استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، السفير الإسباني لدى مصر «ألبارو إيرانثو»، وذلك بمقر وزارة الصحة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لبحث فرص التعاون بين البلدين في مجالات الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الطبية.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور عبدالغفار على متانة العلاقات التي تجمع مصر وإسبانيا، مشددًا على أن القطاع الصحي يمثل أحد أهم مجالات التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خصوصًا في ظل ما تتمتع به إسبانيا من خبرات رائدة عالميًا في مجالات عدة، على رأسها زراعة ونقل الأعضاء.
وأوضح الوزير أن مصر تسعى إلى الاستفادة من التجربة الإسبانية المتقدمة في إدارة قوائم انتظار المرضى، مشيرًا إلى أن النقاش تطرق إلى إمكانية إنشاء منصة مشتركة لتبادل الخبرات العلمية والفنية، بما يضمن نقل أفضل الممارسات العالمية إلى النظام الصحي المصري.
وصرح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، بأن الجانبين ناقشا سبل التعاون في برامج تدريب الكوادر الطبية المصرية، عبر تنظيم ورش عمل وزيارات ميدانية للأطباء والفنيين إلى المستشفيات والمراكز الطبية الإسبانية المتخصصة، بما يعزز من قدراتهم على استخدام أحدث التقنيات العلاجية والجراحية.
وأضاف أن اللقاء تطرق أيضًا إلى تطوير البنية التحتية للمستشفيات المصرية، حيث تم بحث إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا الإسبانية في تحديث الأجهزة الطبية وتجهيز المنشآت، بما يواكب المعايير الدولية. كما ناقش الجانبان فرص إقامة شراكات بين القطاع الخاص في البلدين لدعم تصنيع الدواء والمستلزمات الطبية، في خطوة من شأنها توفير منتجات بجودة عالية وأسعار تنافسية تخدم السوقين المصري والإقليمي.
وفي سياق آخر، تناول اللقاء التعاون الإنساني في دعم قطاع غزة، حيث بحث الجانبان آليات تنسيق الجهود لتقديم مساعدات طبية عاجلة للمتضررين، سواء عبر إرسال فرق طبية متخصصة أو من خلال توفير الأجهزة والمستلزمات الحيوية. كما أكد الوزير التزام مصر باستمرار استقبال المرضى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية وتقديم الرعاية اللازمة لهم، مشددًا على أن البعد الإنساني يظل حاضرًا في كل أوجه التعاون بين مصر وإسبانيا.
ومن جانبه، أعرب السفير الإسباني عن تقدير بلاده لمستوى التعاون القائم مع مصر في القطاع الصحي، مؤكدًا استعداد مدريد لدعم الشراكات مع القاهرة في مختلف المجالات الطبية، سواء عبر تبادل الخبرات أو من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مجال الدواء والتجهيزات الطبية. وأضاف أن إسبانيا تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا رئيسيًا في المنطقة، وأن التعاون الصحي يمثل بوابة لتعزيز العلاقات بين الشعبين.
ويأتي هذا اللقاء في إطار التحركات المصرية المستمرة لتوسيع قاعدة التعاون الدولي في القطاع الصحي، بما يسهم في رفع كفاءة المنظومة الطبية الوطنية، وتوفير خدمات صحية متطورة تواكب طموحات المواطنين. كما يعكس الاهتمام الإسباني بمد جسور التعاون مع مصر، خاصة في ظل ما يواجهه العالم من تحديات صحية تتطلب تنسيقًا أكبر بين الدول.
ويُذكر أن مصر كانت قد أطلقت خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات الوطنية لتطوير القطاع الصحي، مثل مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، ومبادرات الصحة العامة للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، إلى جانب التوسع في إنشاء وتحديث المستشفيات. ومن المتوقع أن تسهم الشراكات الدولية، مثل التعاون مع إسبانيا، في تسريع وتيرة هذا التطوير وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.

