أعلن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة الدكتور عمرو عثمان، عن نتائج التقرير الدوري الخاص بالخدمات العلاجية التي يقدمها الخط الساخن "16023" خلال الفترة من يناير حتى أغسطس 2025، والذي أظهر توسعاً ملحوظاً في حجم المستفيدين من خدمات العلاج والدعم، حيث وصل عدد المرضى الذين حصلوا على خدمات علاجية سواء لأول مرة أو بمتابعة حالات سابقة إلى 99 ألفاً و662 مريضاً، جميعها قُدمت بشكل مجاني وسري تام ووفقاً للمعايير الطبية المعتمدة.
وأوضح التقرير أن الصندوق مستمر في إتاحة خدماته العلاجية في المناطق السكنية الجديدة التي تمثل بديلاً للعشوائيات، ومنها الأسمرات والمحروسة وروضة السيدة وروضة السودان وأهالينا والخيالة وبشاير الخير وحدائق أكتوبر، وذلك بهدف وصول الخدمة للفئات الأكثر احتياجاً. وتتضمن هذه الخدمات العلاجية مراحل المشورة والمتابعة والبرامج التأهيلية وإعادة الدمج المجتمعي، من خلال 34 مركزاً علاجياً منتشراً في 19 محافظة على مستوى الجمهورية، بالتعاون بين الصندوق وعدد من الجهات الشريكة.
وكشف التقرير عن أن محافظة القاهرة جاءت في صدارة المحافظات الأكثر تواصلاً مع الخط الساخن بنسبة 27% من إجمالي المكالمات، تلتها محافظة الجيزة بنسبة 19%، وهو ما يعكس التأثير المباشر للكثافة السكانية وتوافر المراكز العلاجية بهاتين المحافظتين. أما عن مصادر المعرفة بالخط الساخن، فقد تصدر الإنترنت القائمة، بفضل الحملات التوعوية الإلكترونية التي ينفذها الصندوق عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" والتي يقترب عدد متابعيها من مليوني مشترك، فضلاً عن الأنشطة على المنصات الرقمية الأخرى، بينما جاء التلفزيون والمواقع الإخبارية في مراتب متقدمة كمصادر تعريفية بالخدمات.
وبشأن المواد المخدرة الأكثر شيوعاً بين الحالات التي ترددت على المراكز، فقد أكد التقرير أن المخدرات الاصطناعية مثل "الكريستال ميث، الاستروكس، الفودو، البودر والشابو" احتلت المرتبة الأولى، تلتها الحشيش والهيروين والترامادول، بالإضافة إلى حالات "التعاطي المتعدد" التي تشمل أكثر من مادة مخدرة في آن واحد.
أما عن نسب الفئات المستفيدة من الخدمات العلاجية، فقد بلغت نسبة الذكور 96%، في حين بلغت نسبة الإناث 4% فقط، وهو ما يبرز غلبة الذكور على معدلات الإدمان، مع تزايد ملحوظ في لجوء الأسر إلى طلب المساعدة لأبنائهم. وجاء المريض نفسه في مقدمة المتصلين بالخط الساخن بنسبة 35%، فيما شكلت اتصالات الأمهات نسبة 13%، والأشقاء بنسب متقاربة حيث سجل الأشقاء الذكور 14% والأخوات الإناث 12%.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق أن تحليل بيانات الخط الساخن أظهر أن أبرز أسباب التعاطي تعود إلى "أصدقاء السوء" بنسبة 62%، بينما جاء حب الاستطلاع في المرتبة الثانية بنسبة 23%. وعلى صعيد الدوافع التي تقود المرضى لطلب العلاج، فقد تصدر فقدان الصحة القائمة بنسبة 37%، تلاه العامل المادي وعدم القدرة على الاستمرار في الإنفاق بنسبة 24%، ثم المشكلات المرتبطة بالعمل والخوف من فقدان الوظيفة أو التعرض للمساءلة القانونية.
وأشار عثمان إلى أن الخط الساخن يتيح أيضاً للموظفين المتعاطين فرصة التقدم طواعية للعلاج بشكل مجاني وسري، دون التعرض لأي إجراءات قانونية، شريطة أن يتم التواصل قبل إجراء حملات الكشف المفاجئة في أماكن العمل. مؤكداً أن هذا التوجه يأتي في إطار تشجيع الموظفين على المبادرة الذاتية للعلاج، بما يسهم في الحفاظ على بيئة عمل خالية من المخدرات.
ويؤكد التقرير أن الجهود التي يبذلها الصندوق خلال عام 2025 تعكس سياسة الدولة في دعم الصحة العامة ومكافحة الإدمان، من خلال برامج علاجية متكاملة ومبادرات توعوية موسعة، تستهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الفئات المتضررة.

