شاركت مصر ممثلة في الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في فعاليات المعرض الأوروبي للتعليم الدولي (EAIE 2025) الذي تستضيفه مدينة جوتنبرج بالسويد خلال الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر الجاري، بمشاركة واسعة من قيادات التعليم العالي وممثلي أكثر من 900 جامعة و1000 مركز بحثي ومؤسسة تعليمية من مختلف دول العالم.
وتأتي هذه المشاركة بدعوة رسمية من المنظمة الأوروبية للتعليم الدولي، حيث اختيرت مصر لتكون أول دولة من خارج اتحاد الجامعات الأوروبية تشارك في ورشة العمل الخاصة بتدويل التعليم العالي، وهو ما اعتبره الخبراء خطوة تعكس المكانة المتزايدة لمصر على خريطة التعليم والبحث العلمي عالميًا.
الوزير أيمن عاشور شارك في جلسة وزارية رفيعة المستوى بعنوان "السياسات العامة لتدويل التعليم العالي: رؤى الوزراء"، إلى جانب قيادات أكاديمية أوروبية من المفوضية الأوروبية، وأسكتلندا، وسلوفينيا، حيث عرض التجربة المصرية في هذا المجال، موضحًا أن تدويل التعليم في مصر ليس مجرد خيار بل جزء أساسي من الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030.
وأكد عاشور خلال الجلسة أن سياسة التدويل في مصر تهدف إلى رفع جودة التعليم، وتوسيع فرص الإتاحة، وتعزيز العوائد المجتمعية، مع التركيز على الانفتاح على التعاون العلمي والبحثي مع مختلف دول العالم، مشددًا على أن مصر أصبحت بيئة جاذبة للجامعات الأجنبية الراغبة في الاستثمار بمجال التعليم.
وأشار الوزير إلى أن العام الأكاديمي الجديد سيشهد تشغيل 19 فرعًا لجامعات أجنبية داخل مصر، من بينها أفرع لجامعات بريطانية مثل هيرتفوردشاير وكوفنتري ولندن ووسط لانكشاير، بالإضافة إلى جامعات كندية وروسية وبرتغالية، بجانب أفرع أخرى قيد الافتتاح. ولفت إلى أن ذلك يأتي بالتوازي مع التوسع في الجامعات المصرية التي تشمل حالياً 28 جامعة حكومية، و35 جامعة خاصة، و32 جامعة أهلية، و14 جامعة تكنولوجية، إلى جانب 10 جامعات باتفاقيات خاصة.
كما تطرق الوزير إلى ما حققته الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، موضحًا أن مصر باتت تتصدر القارة الإفريقية في عدد الجامعات المصنفة عالميًا، حيث ضمت التصنيفات الأخيرة 13 جامعة مصرية ضمن أفضل 500 في مجال الصيدلة، و6 جامعات ضمن أفضل 200 في طب الأسنان، و5 جامعات في مجالات الطب والصحة العامة، و11 جامعة في الرياضيات، و17 جامعة في الزراعة.
وأوضح عاشور أن بنك المعرفة المصري يعد من أبرز النماذج العالمية في دعم الاقتصاد القائم على المعرفة، حيث يضم شراكات مع 16 ناشرًا دوليًا، وأسهم في إتاحة ملايين المقالات والبحوث للطلاب والباحثين، مشيرًا إلى أن المقالات المصرية حققت أكثر من 3.2 مليون استشهاد عالمي حتى الآن.
كما استعرض الوزير أبرز نماذج التعاون الدولي الناجحة، خاصة مع فرنسا، والتي أثمرت عن توقيع 42 بروتوكول تعاون جامعي وإطلاق 30 برنامجًا للدرجات المزدوجة باللغة الفرنسية في تخصصات متعددة، بالإضافة إلى أكثر من 70 برنامج شراكة بين الجامعات المصرية والفرنسية.
وأشاد عاشور بالحضور الدولي الكبير في معرض EAIE 2025، معتبرًا أن مثل هذه الفعاليات تمثل منصات استراتيجية لترجمة الرؤى الوطنية إلى شراكات عملية، وتحويل الحوار الأكاديمي إلى مشروعات حقيقية تدعم التنمية المستدامة في مصر والمنطقة.
من جانبهم، أشاد ممثلو الجامعات الأوروبية والدولية بالتجربة المصرية في تدويل التعليم العالي، مؤكدين أن الحضور المصري في مثل هذه المنتديات العالمية يعكس حجم التطور الذي يشهده القطاع، ويعزز فرص إقامة شراكات مستقبلية تدعم الأهداف المشتركة في مجالات التعليم والبحث العلمي.
وتعد هذه المشاركة نقلة نوعية لمصر في مجال تدويل التعليم، حيث تفتح الباب أمام المزيد من التعاون مع الجامعات العالمية، بما يسهم في رفع تنافسية مؤسسات التعليم المصرية، وتوفير فرص أوسع أمام الطلاب والباحثين، ويجعل من القاهرة وجهة إقليمية ودولية رائدة في هذا المجال.

