أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إطلاق خطة التأمين الطبي الشاملة للعام الدراسي الجديد 2025/2026، في إطار جهود الدولة لتعزيز صحة الطلاب والكوادر التعليمية، وضمان بيئة تعليمية آمنة تدعم التحصيل الدراسي وجودة الحياة.
وأكدت الوزارة أن الخطة الجديدة تأتي في توقيت مهم، مع بدء الدراسة في جميع المحافظات، حيث تركز بشكل رئيسي على الطب الوقائي والكشف المبكر عن الأمراض المعدية والمزمنة، بجانب التوعية الصحية وتعزيز السلوكيات الإيجابية بين الطلاب والمعلمين على حد سواء.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن الخطة تشمل تحديث الدليل الإرشادي للتعامل مع الأمراض المعدية والاشتراطات الصحية الواجب توافرها داخل المنشآت التعليمية، وقد جرى تعميمه على جميع المحافظات للعمل به منذ اليوم الأول للعام الدراسي. وأضاف أن الوزارة انتهت من تدريب نحو 650 متدربًا من العاملين في مكافحة الأمراض المعدية بالمدارس، لضمان الجاهزية والاستجابة السريعة في حالة ظهور أي إصابات.
وأشار عبدالغفار إلى أن قطاع الرعاية الصحية الأساسية بالوزارة يركز هذا العام على تعزيز التغطية الصحية بالمدارس خاصة في المناطق الريفية والقرى الأكثر احتياجًا، من خلال توفير الفحص الطبي الدوري للطلاب. وتشمل الفحوصات الكشف عن الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، قياسات سوء التغذية، صحة الفم والأسنان، إضافة إلى فحص حدة الإبصار، بما يضمن التدخل المبكر وعلاج الحالات المكتشفة عبر منظومة التأمين الصحي.
ولتنفيذ الخطة، تم تجهيز 3450 فريقًا طبيًا يضم أطباء وتمريض وأطباء أسنان، مستهدفين في المرحلة الأولى طلاب الصف الأول بجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)، حيث يتم فحص الطلاب وإحالة الحالات التي تحتاج إلى متابعة إلى وحدات التأمين الصحي المختصة.
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون الطب الوقائي، أن الوزارة كثفت جهودها في تدريب الكوادر الطبية على برامج الصحة المدرسية، حيث جرى تدريب 1450 طبيبًا و2000 ممرضة في 18 محافظة، كما نُظمت 15 ورشة عمل لفرق الصحة المدرسية بالإدارات الصحية المختلفة، لضمان التنفيذ السليم لبنود الخطة.
وشدد قنديل على أن برامج الصحة المدرسية لا تقتصر فقط على الفحص الطبي، وإنما تمتد لتشمل التوعية بالغذاء الصحي، السلوكيات الإيجابية، البيئة المدرسية السليمة، والقياسات الجسمانية للطلاب. وأضاف أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالصحة النفسية، حيث يتم تنفيذ حملات توعية لمواجهة القلق والاكتئاب بين الطلاب، بجانب برامج مكافحة التنمر والعنف المدرسي والتحرش والإدمان والسلوكيات الضارة.
كما أكد نائب وزير الصحة استمرار العمل على تطبيق معايير المدارس المعززة للصحة، حيث تم إدراج 36 مدرسة في 12 محافظة ضمن هذا البرنامج، مع وضع خطة للتوسع في السنوات المقبلة. وسيتم المرور الدوري على هذه المدارس لمتابعة الأداء، إلى جانب إصدار تقارير تقييم دورية لقياس نسب التنفيذ وتحقيق الأهداف المرجوة.
وأضاف أن الخطة تأتي بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتضامن الاجتماعي، لضمان تكامل الجهود الحكومية في تحسين البيئة التعليمية. كما شدد على أن الوزارة تتابع بشكل مستمر البلاغات والاستفسارات الواردة من أولياء الأمور عبر الخطوط الساخنة، لضمان سرعة التعامل مع أي ملاحظات أو مشكلات.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن أحد أبرز أهداف الخطة هو تقليل معدلات انتشار الأمراض المعدية داخل المدارس، خاصة مع تزايد الكثافة الطلابية في بعض المناطق. وأشار إلى أن الكشف المبكر والعلاج السريع يساهمان في حماية الطلاب وأسرهم والمجتمع ككل، مشددًا على أن الصحة المدرسية تمثل خط الدفاع الأول ضد الكثير من المشكلات الصحية.
وأكدت وزارة الصحة في بيانها أن هذه الجهود تأتي كجزء من استراتيجية الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه. وأضاف البيان أن الوزارة ملتزمة بتوفير كل الإمكانيات اللازمة لإنجاح خطة التأمين الطبي للعام الدراسي، وأن فرق العمل ستكون متواجدة بشكل دوري داخل المدارس طوال العام الدراسي.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن تحسين جودة حياة الطلاب هو استثمار في المستقبل، حيث أن الطالب السليم صحيًا يتمتع بقدرة أكبر على التحصيل العلمي والمشاركة الفعالة في المجتمع.

