في خطوة جديدة نحو التحول الرقمي وتعزيز مبادئ الشفافية والديمقراطية في العمل النقابي، استقبل وزير العمل، السيد محمد جبران، بمكتبه، وفدًا من شركة "eSpace" المصرية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، برئاسة المهندس يوسف علي، رئيس مجلس الإدارة. وتُعد الشركة واحدة من أبرز الكيانات العاملة في مجالات تطوير البرمجيات والحوسبة السحابية والأمن السيبراني داخل مصر والشرق الأوسط.
وخلال اللقاء، ناقش الجانبان آليات التعاون المشترك لتطوير برنامج إلكتروني متكامل لإدارة العملية الانتخابية الخاصة بالنقابات العمالية خلال الدورة الجديدة الممتدة من 2026 وحتى 2030. وأكد الوزير أن الهدف من هذا البرنامج ليس فقط إدارة الانتخابات، وإنما أيضًا إنشاء قاعدة بيانات قومية شاملة تغطي مختلف المستويات التنظيمية للمنظمات النقابية العمالية.
قاعدة بيانات قومية
وأوضح جبران أن الوزارة شرعت بالفعل في اتخاذ خطوات عملية، حيث أصدر قرارًا وزاريًا برقم 133 لسنة 2025 لتحديث قواعد بيانات النقابات على مستوياتها الثلاثة، وذلك في إطار الاستعداد المبكر لإطلاق الدورة النقابية الجديدة. وبيّن أن القاعدة ستضم بيانات دقيقة وموثوقة عن الجمعيات العمومية، وأعضاء النقابات، ومجالس الإدارات، بما يضمن دقة تنظيم العملية الانتخابية وسهولة متابعتها.
وأشار الوزير إلى أن المشروع يأتي استجابة للتطورات التكنولوجية العالمية، ويعكس حرص الدولة على دمج التكنولوجيا الحديثة في إدارة شؤون العمل والنقابات، بما يدعم مسيرة الإصلاح الإداري، ويحقق مبادئ النزاهة والشفافية. وأضاف أن البرنامج المزمع تنفيذه سيتيح للمواطنين والجهات المعنية إمكانية الوصول إلى المعلومات بسهولة، ويُسهم في تقليل النزاعات والخلافات التي قد تطرأ أثناء الانتخابات.
شراكة مع القطاع الخاص
من جانبه، أعرب المهندس يوسف علي، رئيس مجلس إدارة شركة "eSpace"، عن اعتزازه بالتعاون مع وزارة العمل في مشروع استراتيجي بهذا الحجم، مؤكدًا أن الشركة تمتلك الخبرات الفنية اللازمة لتطوير أنظمة ذكية قادرة على إدارة عمليات انتخابية معقدة وفق معايير عالية من الأمان والدقة. وأضاف أن الحلول التقنية التي تقدمها "eSpace" ستضمن حماية البيانات، وتوفير واجهات استخدام سهلة تُمكّن أعضاء النقابات من المشاركة الفعّالة في الانتخابات دون تعقيدات تقنية.
انتخابات ديمقراطية وشفافة
وفي سياق متصل، شدد وزير العمل على أن الوزارة تستهدف من خلال هذا المشروع بناء تنظيمات عمالية ديمقراطية حقيقية، قادرة على الدفاع عن حقوق العمال، والمشاركة بفاعلية في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن الشفافية التي سيضيفها البرنامج الإلكتروني ستعزز ثقة العمال في مؤسساتهم النقابية، وتُرسخ مبادئ الممارسة الديمقراطية داخل المجتمع العمالي.
وأشار جبران إلى أن الوزارة تسعى لتوفير مناخ نقابي يقوم على النزاهة والعدالة، بعيدًا عن أي تدخلات أو مؤثرات خارجية، موضحًا أن الرقمنة ستلعب دورًا حاسمًا في تحقيق ذلك الهدف. وأكد أن نجاح هذا المشروع سيكون نموذجًا يمكن تطبيقه مستقبلًا في مجالات أخرى تتعلق بإدارة علاقات العمل والأنشطة العمالية.
مساهمة في التنمية
واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن النقابات العمالية القوية والمنظمة هي خط الدفاع الأول عن حقوق العمال، وهي في الوقت ذاته شريك أساسي في عملية التنمية. وقال: "نحن نعمل من أجل تمكين تنظيمات عمالية فاعلة، قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والمشاركة في زيادة الإنتاج وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري".
وأضاف أن تأسيس قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة للنقابات سيمنح صانعي القرار أدوات أفضل لرسم السياسات، ومتابعة احتياجات العمال، وضمان وصول الخدمات النقابية بشكل أكثر فاعلية.
رؤية مستقبلية
وأكد الحضور من مسؤولي وزارة العمل وشركة "eSpace" أن هذه الخطوة تمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين الدولة والقطاع الخاص في مجال الرقمنة، مشددين على أن نجاح البرنامج في تنظيم الانتخابات النقابية سيمثل نقلة نوعية في إدارة العملية الديمقراطية داخل سوق العمل المصري.

