انطلقت فعاليات مؤتمر MONDIACULT 2025، مؤتمر السياسات الثقافية والتنمية المستدامة الذي تنظمه اليونسكو في مدينة برشلونة الإسبانية، في الفترة بين 29 سبتمبر و1 أكتوبر، بمشاركة واسعة من وزراء الثقافة، وصناع القرار، وممثلي المنظمات الدولية.
في هذا الإطار، ترأس الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، الوفد المصري المشارك، حاملاً رؤية مصرية تسعى لتعزيز دور الثقافة كمحور للتنمية والحقوق في الأجندة الدولية. يأتي هذا الحضور بعد زيارة ملك إسبانيا إلى مصر، والتي قُدّرت بأنها خطوة مهمة لتعزيز التحالف الثقافي والدبلوماسي بين البلدين.
---
ملف المؤتمر وأهدافه
يُعد مونديـاكالت واحدًا من أبرز المحافل الثقافية الدولية، حيث يجمع أكثر من مئة وزير ثقافة من جميع أنحاء العالم لبحث أطر السياسات الثقافية في العقد القادم.
ويتطرق المؤتمر إلى محاور محورية تشمل:
الحقوق الثقافية وإتاحة الثقافة لجميع الفئات
التحديات الرقمية وتقاطع الثقافة مع الذكاء الاصطناعي
الاقتصاد الإبداعي ودعم الصناعات الثقافية
الثقافة والتعليم والتكامل بينهما
الثقافة والمناخ وأثر التغيرات البيئية
حماية التراث في أوقات الأزمات والنزاعات
محوران تركيز خاصان: الثقافة للسلام، والثقافة والذكاء الاصطناعي
كما يُتوقع أن يصدر في المؤتمر أول تقرير عالمي لرصد سياسات الثقافة، إلى جانب اعتماد وثيقة ختامية تستشرف أولويات الثقافة للفترة المقبلة.
---
موقف مصر وأهمية المشاركة
أكد وزير الثقافة أن المشاركة المصرية ليست مجرد حضور رمزي، بل هي رسالة استراتيجية لدعم مرشح مصر لمنصب المدير العام لليونسكو، الدكتور خالد العناني، الذي يمثل ملف ترشيح مهمًا لبلادنا على الساحة العالمية.
وأشار إلى أن مصر تسعى من خلال هذا الحضور لعرض تجاربها الوطنية في:
تبني الثقافة كحق من حقوق الإنسان
المشاريع الكبرى مثل المتحف المصري الكبير
المبادرات الرقمية لحفظ التراث
تعزيز العدالة الثقافية وإشراك الشباب وذوي الهمم
كما أن اللقاءات الثنائية المزمع عقدها خلال المؤتمر بين الوفد المصري ووزراء الثقافة في الدول المشاركة ستُستخدم كمنصة لتعميق الشراكات الثقافية وتوسيعها، لا سيما مع إسبانيا التي تستضيف المؤتمر، وهي شريك استراتيجي ثقافي ومؤسساتي.
---
التحديات والرهانات
التصويت على المدير العام لليونسكو: يأتي المؤتمر في توقيت حاسم قبل القرار، مما يرفع من أهمية التأثير الدبلوماسي خلال اللقاءات الجانبية.
طرح رؤية مصرية مؤثرة في النقاشات العالمية حول مكانة الثقافة في الأجندة الدولية بعد 2030.
إبراز الحضور الثقافي المصري أمام الدول الأعضاء، وإثبات أن مصر ليست فقط دولة ترشيح، بل دولة تعمل فعليًا في الحقل الثقافي.
المحافظة على التوازن بين الطابع الوطني والعالمي في الطرح، أي أن العرض المصري لا يكتفي بالإظهار، بل يجب أن يطرح إسهامات بناءة تُحتسَب ضمن التجربة الدولية.

