شهد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، احتفالية خاصة بتخريج دفعة جديدة من المتدربين الأفارقة في البرنامج التدريبي حول بحوث وإرشاد محصول الأرز، والذي نظمه المركز المصري الدولي للزراعة بالعلاقات الزراعية الخارجية، بمشاركة عشرة متدربين من مختلف الدول الإفريقية.
البرنامج التدريبي استمر على مدار شهر كامل، في إطار التعاون المشترك بين وزارة الزراعة المصرية، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية. وقد حضر فعاليات الختام ممثلون عن الجانبين المصري والياباني، إلى جانب سفراء عدة دول أفريقية من بينها الكاميرون وتنزانيا ومدغشقر وموزمبيق وزامبيا، بما يعكس الاهتمام المشترك بتعزيز القدرات الفنية والبحثية في مجال الزراعة.
وفي كلمته، أكد وزير الزراعة أن مصر تضع تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية على رأس أولوياتها، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن تحقيق الأمن الغذائي في القارة يعد أحد التحديات الكبرى التي لا يمكن التصدي لها إلا عبر التكامل وتبادل الخبرات. وأوضح فاروق أن مصر تفتح أبوابها دائمًا للأشقاء الأفارقة، سواء من خلال التدريب أو تبادل التجارب الناجحة في المجالات الزراعية المختلفة.
وأشار الوزير إلى أن المركز المصري الدولي للزراعة يُعد أحد أبرز الأذرع التنفيذية لوزارة الزراعة في ملف التدريب والتعاون الدولي، حيث يقدم برامج متخصصة لا تقتصر فقط على إفريقيا، وإنما تشمل دولًا من أمريكا اللاتينية وآسيا. وكشف عن أن المركز منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي، تمكن من تدريب أكثر من 25 ألف متدرب من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس الدور الرائد لمصر في دعم التنمية الزراعية وبناء القدرات البشرية.
وخلال كلمته، أشاد الوزير بجهود العاملين في المركز، مشيرًا إلى أن نجاح هذه البرامج لم يكن ليتحقق لولا تفانيهم في العمل، كما وجه الشكر للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لدورها الحيوي في استمرار هذه المبادرات، وكذلك لمكتب "جايكا" في القاهرة الذي يقدم دعمًا ملموسًا في تطوير محتوى البرامج التدريبية.
من جانبهم، أعرب المتدربون الأفارقة عن امتنانهم لمصر على حسن الاستضافة والدعم الذي تلقوه طوال فترة البرنامج، مؤكدين أن الخبرات التي اكتسبوها ستساهم في تطوير القطاعات الزراعية داخل بلدانهم. وأكدوا أن التدريب لم يقتصر على الجوانب النظرية، بل شمل شقًا عمليًا وزيارات ميدانية إلى محافظتي كفر الشيخ والإسكندرية، حيث تعرفوا على طرق إدارة التربة، وأساليب المكافحة المتكاملة للآفات، وإنتاج التقاوي عالية الجودة، بالإضافة إلى تحليل عينات المياه والتربة.
كما تضمن البرنامج جولات سياحية للمشاركين في محافظتي الجيزة والإسكندرية، بهدف تعريفهم بالمكانة التاريخية والأثرية لمصر، بما يعزز من القوة الناعمة المصرية في القارة.
الوزير فاروق أكد في ختام الحفل أن استمرار تنظيم مثل هذه البرامج يرسخ مكانة مصر كشريك أساسي لدول القارة في مجال التنمية الزراعية، موضحًا أن الأمن الغذائي هو قضية محورية تستدعي تضافر الجهود والعمل بروح الفريق. ودعا الخريجين إلى نقل ما اكتسبوه من مهارات ومعارف إلى أوطانهم، والعمل على تنفيذ مشروعات عملية تعود بالنفع المباشر على المزارعين والمجتمعات المحلية.
وشارك في الدورة التدريبية الأخيرة متدربون من دول: الكاميرون، بوركينا فاسو، تنزانيا، توجو، الجابون، زامبيا، غينيا، مدغشقر، موزمبيق، وناميبيا. وتركزت الموضوعات على تحسين إنتاجية محصول الأرز تحت ظروف التغير المناخي، وطرق التهجين وتربية النباتات، فضلًا عن استراتيجيات الاستخدام الأمثل للمياه لتحقيق أعلى إنتاجية.
بهذه الدفعة الجديدة، تواصل مصر دورها المحوري في بناء جسور التعاون مع القارة الإفريقية، بما يعزز من قدرتها على مواجهة تحديات الأمن الغذائي، ويؤكد أن القاهرة ستظل دائمًا داعمًا أساسيًا للتنمية المستدامة في إفريقيا.

