شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، يوم الأربعاء 1 أكتوبر، في الجلسة الافتتاحية لاجتماع قادة ميونخ بمدينة العُلا بالمملكة العربية السعودية، والتي جاءت تحت عنوان "البحث عن حل وسط: الشرق الأوسط في عالم متعدد الأقطاب". وقد جمع اللقاء عددًا من أبرز الشخصيات السياسية والدبلوماسية، من بينهم الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الأردن، وجان إيف لو دريان المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان.
في كلمته، شدد الوزير عبد العاطي على محورية القضية الفلسطينية في أي جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، معتبرًا أنها تظل جوهر الصراع ومفتاح الحل. واستعرض الوزير الجهود المصرية المبذولة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر تتحرك على أكثر من صعيد لوقف نزيف الدم وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأوضح أن القاهرة لا تدخر جهدًا في التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية، مشيرًا إلى ترحيب مصر بمبادرات وقف إطلاق النار، مع التشديد على أن أي حل لا بد أن يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وضمان تدفق المساعدات ومنع تهجير الفلسطينيين. وأكد الوزير أن موقف مصر ثابت بشأن ارتباط الضفة الغربية بقطاع غزة ورفض أي محاولات لتجزئة القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حل الدولتين، الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما وجه عبد العاطي رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤوليته، عبر ممارسة ضغط جاد على إسرائيل لوقف انتهاكاتها وضمان دخول المساعدات العاجلة إلى غزة، مشددًا على خطورة الوضع الإنساني وما يشهده القطاع من مجاعة وظروف كارثية تهدد المدنيين.
وتطرق وزير الخارجية إلى ملف حوكمة غزة، حيث أشار إلى أن القمة العربية الأخيرة في القاهرة اعتمدت لجنة إدارية فلسطينية غير فصائلية، تتولى إدارة القطاع مؤقتًا لحين عودة السلطة الوطنية الفلسطينية. وكشف أن مصر شرعت بالفعل في تدريب عناصر من القوات الأمنية الفلسطينية لتمكينها من تولي مهامها في القطاع بما يضمن استقرار الوضع الأمني وتهيئة الأجواء للعودة إلى مسار سياسي متوازن.
على جانب آخر، تناول الوزير عبد العاطي الوضع في سوريا، مؤكداً أن مصر ترفض أي إجراءات تنتهك سيادة سوريا أو تهدد وحدة أراضيها، مشددًا في الوقت ذاته على رفض القاهرة المتكرر للغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع داخل الأراضي السورية، وما تمثله من خرق واضح للقانون الدولي.
وفي الملف اللبناني، دعا وزير الخارجية إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، وتنفيذ القرار الأممي 1701 بكامل بنوده دون انتقائية، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من النقاط اللبنانية الخمس المحتلة. وأكد أن استقرار لبنان وسوريا جزء لا يتجزأ من استقرار الإقليم ككل، وأن مصر ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لحماية وحدة الدول العربية واستعادة الأمن إليها.
واختتم عبد العاطي مداخلته بالتأكيد على أن الشرق الأوسط يمر بلحظة فارقة تتطلب شجاعة سياسية وتوافقًا إقليميًا، مشيرًا إلى أن مصر ماضية في جهودها لدعم الحلول الدبلوماسية المستدامة التي تضمن حقوق الشعوب وتؤسس لسلام عادل وشامل في المنطقة.

