في إطار جهود الدولة المصرية لتطوير منظومة التأمين الصحي الشامل والاعتماد على أحدث التطبيقات الرقمية في إدارة الخدمات الطبية، عقدت الأستاذة مي فريد، المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، لقاءً موسعًا مع السفير الهندي بالقاهرة سوريش كي ريدي، لبحث فرص التعاون وتبادل الخبرات مع واحدة من أكبر التجارب العالمية في هذا المجال، وهي التجربة الهندية (Ayushman Bharat).
وشهد اللقاء مناقشة سبل الاستفادة من التجربة الهندية التي حققت نجاحًا لافتًا في توسيع نطاق التغطية الصحية عبر الاعتماد على حلول تقنية متقدمة، حيث أوضحت مي فريد أن الهيئة المصرية تعمل حاليًا على تطوير منصة رقمية متكاملة لإدارة ملفات المنتفعين والمطالبات التأمينية، بجانب آليات تسعير الخدمات الطبية، معتبرة أن التعاون مع الهند سيمثل إضافة كبيرة في تسريع وتيرة التحول الرقمي للمنظومة المصرية.
وأكدت المدير التنفيذي أن النموذج الهندي يتيح أدوات مبتكرة للربط الذكي بين البيانات الشخصية للمنتفعين مثل الهوية الوطنية وأرقام الهواتف والحسابات البنكية، وهو ما يحقق درجة عالية من الكفاءة والشفافية في توجيه الدعم الصحي المباشر للفئات الأكثر احتياجًا، مشيرة إلى أن مثل هذه التجارب تمثل ركيزة مهمة لضمان حسن استغلال الموارد والحد من أي تسربات مالية.
كما لفتت إلى أن الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص في تقديم الخدمات الطبية، بما يشمل التوسع في التعاقد مع شركات التأمين الخاصة والمستشفيات الكبرى، مؤكدة أن الانفتاح على التجارب الدولية يمثل مسارًا أساسيًا لضمان نجاح تطبيق المنظومة المصرية بكفاءة ومرونة.
من جانبه، أعرب السفير الهندي عن تطلعه لتوسيع نطاق التعاون مع مصر في مجال التأمين الصحي، مشيرًا إلى أن الهند تدير أكبر منظومة حكومية للتأمين الصحي على مستوى العالم، وتستند في ذلك إلى بنية تحتية رقمية متطورة وأنظمة لامركزية تربط قواعد البيانات بالخدمات الطبية والتمويل الحكومي.
وأضاف أن بلاده مستعدة لتبادل الخبرات مع الجانب المصري من خلال تنظيم زيارات رسمية لوفود فنية للاطلاع على آليات إدارة المطالبات وربط المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى استعراض أنظمة مراقبة الجودة التي أثبتت كفاءتها في الحد من محاولات الاحتيال وضمان تقديم الخدمات الصحية بمستوى لائق.
وأكد السفير أن مصر تمثل شريكًا محوريًا للهند في المنطقة الإفريقية، موضحًا أن السوق المصري يتمتع بقدرات كبيرة تؤهله ليكون نقطة جذب مهمة للشركات الهندية العاملة في مجالات التكنولوجيا الصحية والتحول الرقمي، وأن الشراكة طويلة الأمد مع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل ستفتح آفاقًا واسعة للتعاون المشترك.
وشدد على أن التعاون المصري الهندي في هذا القطاع لا يقتصر على تبادل الخبرات فقط، بل يمتد إلى بناء شراكات عملية في مجال تطوير المنصات الرقمية والخدمات الذكية، بما يسهم في دعم توجه الدولة المصرية نحو تحديث بنيتها التحتية الصحية ورفع كفاءة إدارة الخدمات الطبية.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه مصر خطوات متسارعة نحو تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في جميع المحافظات، بما يضمن توفير خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع المواطنين على أسس من العدالة والاستدامة، مع الاستفادة من أفضل التجارب الدولية لتعزيز فرص النجاح.

