على هامش مشاركته في القمة الوزارية العالمية السادسة للصحة النفسية التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، عقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، جلسة مباحثات ثنائية مع وزير الصحة الباكستاني سيد مصطفى كمال، تناولت آفاق التعاون الصحي بين البلدين في مجالات مكافحة الأمراض المزمنة وتطبيق نظم التأمين الصحي الشامل.
وأكد عبدالغفار خلال اللقاء أن العلاقات المصرية الباكستانية تمتد عبر عقود طويلة من التعاون في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي يمثل أحد أهم مجالات الشراكة التي تحرص القاهرة على تعزيزها. وأضاف أن التجربة المصرية في القضاء على فيروس “سي” تحظى باعتراف دولي واسع، بعد أن نجحت الدولة في علاج ملايين الحالات مجانًا وتطوير منظومة المسح الطبي الشامل التي أصبحت نموذجًا يحتذى به عالميًا.
وأوضح وزير الصحة أن مصر على استعداد كامل لنقل خبراتها المتراكمة إلى باكستان، سواء من خلال برامج تدريبية متخصصة للأطباء والفرق الطبية أو عبر استضافة وفود باكستانية للاطلاع على تفاصيل التجربة الميدانية، مؤكدًا أن التعاون الصحي بين البلدين يسهم في تعزيز الأمن الصحي الإقليمي ويدعم الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية، وفي مقدمتها الأمراض الوبائية.
كما استعرض عبدالغفار التطورات في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل داخل مصر، موضحًا أن الدولة تسير بخطوات متسارعة نحو تعميم المنظومة في جميع المحافظات، بما يضمن إتاحة خدمات صحية عالية الجودة لكل المواطنين على أسس من العدالة والاستدامة المالية. وأشار إلى أن مصر مستعدة لتقاسم خبراتها في هذا الملف مع باكستان، خصوصًا في ما يتعلق بآليات التمويل وإدارة المطالبات الطبية والتحول الرقمي للخدمات.
من جانبه، أشاد وزير الصحة الباكستاني بالنجاح المصري الكبير في القضاء على فيروس “سي”، معتبرًا أن ما تحقق في مصر يمثل قصة نجاح عالمية يمكن أن تلهم دولًا أخرى تعاني من نفس التحدي. وأضاف أن باكستان تواجه معدلات إصابة مرتفعة بالفيروس، وأن بلاده تسعى لتبني سياسات أكثر شمولية في مواجهة المرض، معربًا عن تطلعه للاستفادة المباشرة من الخبرات المصرية سواء في بروتوكولات العلاج أو في تنظيم حملات الفحص القومي.
كما ثمّن الوزير الباكستاني التقدم الذي أحرزته مصر في تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أن بلاده تدرس الاستفادة من التجربة المصرية لتوسيع مظلة التغطية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيرًا إلى أن الشراكة مع القاهرة تمثل فرصة لتعزيز تبادل المعرفة في هذا المجال الحيوي.
واتفق الجانبان على وضع خطة عمل مشتركة تتضمن تنظيم زيارات متبادلة للوفود الطبية والفنية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية متخصصة في مجالات الصحة العامة، والبرامج الوقائية، والإدارة الرقمية للأنظمة الصحية. كما جرى التأكيد على أهمية تعزيز التعاون في مجال الأدوية وتوطين الصناعات الدوائية بما يخدم مصالح شعبي البلدين.
واختتم اللقاء بالتأكيد على التزام مصر وباكستان بمواصلة التنسيق في المحافل الصحية الإقليمية والدولية، بما يسهم في مواجهة التحديات المشتركة، ويعزز فرص تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الصحة، خاصة أن البلدين يمتلكان تجارب يمكن البناء عليها لتقديم نموذج ناجح للتعاون بين الدول النامية في مواجهة التحديات الوبائية وتعزيز العدالة الصحية.

