في إطار التحركات المصرية النشطة داخل أروقة المنظمات الدولية، شهدت العاصمة الفرنسية باريس سلسلة من اللقاءات المهمة التي عقدها الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع عدد من المندوبين الدائمين لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وذلك على هامش مشاركته في اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة، والتي تشهد انتخاب مدير عام جديد خلال الأسبوع الجاري.
وتأتي هذه التحركات ضمن جهود الدولة المصرية لحشد الدعم والتأييد للمرشح المصري الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، الذي يخوض المنافسة على منصب مدير عام اليونسكو، ممثلًا عن القارة الإفريقية، في واحدة من أهم وأقوى المنافسات داخل المنظمة الدولية المعنية بالتربية والعلوم والثقافة.
وبحسب بيان وزارة الخارجية، فقد التقى الوزير عبد العاطي خلال الزيارة بكل من المندوبين الدائمين لتركيا والبرازيل وبنجلاديش واليابان وقطر والسعودية ولوكسمبورج والإمارات، في اجتماعات متتابعة تناولت ملفات التعاون المشترك، وأبرز محاور رؤية مصر لإصلاح وتطوير عمل المنظمة بما يخدم مصالح الدول النامية ويعزز من قدرتها على الاستفادة من برامج اليونسكو في مجالات التعليم والتراث والابتكار.
وخلال اللقاءات، استعرض الوزير عبد العاطي أبرز ملامح البرنامج الانتخابي للدكتور خالد العناني، موضحًا أنه يقوم على تعزيز مبادئ التعددية والتنوع الثقافي ودعم الابتكار العلمي، إلى جانب إرساء توازن جغرافي عادل داخل مؤسسات المنظمة، بما يضمن تمثيلًا حقيقيًا لكل الدول الأعضاء.
وأكد الوزير أن اختيار الدكتور العناني لهذا المنصب يعكس رؤية مصر في تمكين الكفاءات الوطنية ذات الخبرة الدولية، مشيرًا إلى أن المرشح المصري يمتلك سجلًا مهنيًا حافلًا في مجالات إدارة المواقع التراثية العالمية، والتعاون الثقافي بين الشعوب، فضلًا عن خبرته الأكاديمية والإدارية التي تؤهله لتولي منصب المدير العام بكفاءة واقتدار.
وشدد عبد العاطي على أن ترشح مصر لهذا المنصب يأتي امتدادًا لدورها التاريخي في دعم القضايا الثقافية والتعليمية على مستوى العالم، مؤكدًا أن القاهرة تتبنى رؤية إصلاحية شاملة تهدف إلى جعل اليونسكو أكثر قدرة على مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، خاصة تلك المرتبطة بتغير المناخ وحماية التراث الإنساني والتنوع الثقافي.
وأشار وزير الخارجية إلى أن اللقاءات التي عقدها مع المندوبين الدائمين شهدت أجواء إيجابية وتفهمًا واسعًا للرؤية المصرية، حيث عبّر عدد من السفراء عن تقديرهم الكبير للخبرات التي يتمتع بها المرشح المصري، مؤكدين أن سيرته المهنية تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، وهو ما يمنحه تميزًا عن كثير من المرشحين الآخرين.
وأضاف الوزير أن هذه الجهود تأتي ضمن تحرك دبلوماسي واسع النطاق تقوده البعثة المصرية في باريس بالتنسيق مع بعثات مصر في العواصم المختلفة، في إطار خطة متكاملة وضعتها وزارة الخارجية لضمان حشد التأييد اللازم للمرشح المصري من مختلف المجموعات الإقليمية داخل المنظمة، بما في ذلك المجموعتان الإفريقية والعربية.
وأوضح البيان أن الجانب المصري يسعى من خلال هذه اللقاءات إلى تأكيد الثقة الدولية في الكفاءات المصرية، وتعزيز حضور مصر داخل المنظمات الأممية، بما يواكب مكانتها التاريخية والثقافية الرائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.
ومن جانبهم، أثنى المندوبون الدائمون الذين التقاهم الوزير على ما يتمتع به الدكتور خالد العناني من مهنية عالية وخبرة إدارية واسعة، مؤكدين دعمهم لترشيح مصر وتقديرهم لدورها في الدفاع عن قيم الحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني المشترك.
واختتم الوزير عبد العاطي لقاءاته بالتأكيد على أن مصر ستواصل اتصالاتها المكثفة خلال الأيام المقبلة مع باقي أعضاء المجلس التنفيذي لحشد أكبر تأييد ممكن قبل يوم التصويت، مشيرًا إلى أن الحملة المصرية تعتمد على الشفافية والمصداقية في عرض برنامج المرشح، إيمانًا بأن التعاون الدولي والتفاهم المشترك هما السبيل لتحقيق أهداف المنظمة.
ويُذكر أن انتخابات مدير عام اليونسكو ستُجرى في 6 أكتوبر الجاري بمقر المنظمة في باريس، وسط تنافس قوي بين عدد من المرشحين من قارات مختلفة، فيما يعوّل الجانب المصري على شبكة علاقاته الممتدة داخل المنظمة وعلى دعم الدول الإفريقية والعربية لترجيح كفة المرشح المصري.

