بروكسل – الخميس 10 أكتوبر 2025
في أجواء مفعمة بالفخر والانتماء، شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، كضيف شرف في الاحتفالية التي نظمها مكتب الدفاع بالسفارة المصرية في بروكسل بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، وذلك على هامش مشاركتها في فعاليات منتدى "البوابة العالمية 2025" الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري.
شهدت الاحتفالية حضور السفير أحمد أبو زيد، سفير مصر لدى بلجيكا ولوكسمبورج والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وعدد من ممثلي الاتحاد الأوروبي والناتو والبعثة الدبلوماسية المصرية، إلى جانب الجالية المصرية وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين.
وفي كلمتها خلال الحفل، أعربت الوزيرة عن سعادتها بالمشاركة في هذه المناسبة الوطنية التي تظل رمزًا للفخر المصري، مؤكدة أن انتصارات أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل ملحمة وطنية خالدة تجسد إرادة المصريين وصلابتهم ووحدتهم في مواجهة التحديات.
وقالت المشاط: "يشرفني أن أكون بينكم اليوم في احتفال يجسد معنى الانتماء الحقيقي، فذكرى السادس من أكتوبر تذكرنا بقدرة المصريين على تحويل المحن إلى إنجازات، والعقبات إلى فرص، وهي الروح ذاتها التي تقودنا اليوم في مسيرة التنمية والإصلاح تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي."
وأضافت الوزيرة أن القوات المسلحة المصرية كانت وما زالت صمام الأمان للوطن، لا تقتصر رسالتها على حماية الحدود والسيادة، بل تمتد إلى المشاركة الفاعلة في جهود التنمية والتعمير، مؤكدة أن الدولة المصرية تنتهج مسارًا متوازنًا يجمع بين حماية الأمن القومي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتطرقت المشاط في كلمتها إلى ما حققته الدولة المصرية خلال العام المالي الماضي، مشيرة إلى أن الاقتصاد المصري واصل النمو ليبلغ 4.4% بنهاية العام 2024/2025، مدفوعًا بقطاعات الصناعات التحويلية غير البترولية، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات، وهي مؤشرات تعكس نجاح الدولة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية.
كما استعرضت الوزيرة ملامح «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»، التي تمثل الجيل الجديد من الإصلاحات، مؤكدة أنها لا تقتصر على الجوانب المالية، بل تشمل القطاعات الإنتاجية الحقيقية، وتركز على تحسين بيئة الأعمال وتحفيز الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي.
وأشارت إلى أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو تعزيز شراكتها مع الاتحاد الأوروبي، مستعرضة أبرز ملامح اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة الذي وُقّع في مارس 2024، والذي يمثل نقلة نوعية في مسار التعاون المشترك، حيث يتضمن محاور متعددة تشمل دعم الاستقرار الاقتصادي، وتعزيز الاستثمارات، وتطوير التعليم، وتنمية المهارات، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
وأكدت المشاط أن المشاركة المصرية في منتدى “البوابة العالمية 2025” تأتي في إطار حرص الدولة على توسيع آفاق التعاون الدولي، وتعظيم الاستفادة من الشراكات التنموية بما يتوافق مع رؤية مصر 2030، التي تضع المواطن في قلب عملية التنمية.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن روح أكتوبر ما زالت تنبض في وجدان المصريين، قائلة: "كما انتصرنا في معركة التحرير بالصبر والإيمان والوحدة، فإننا اليوم نخوض معركة البناء والتنمية بنفس الروح، ونستلهم من بطولات أبطالنا العزيمة لاستكمال مسيرة التقدم مهما كانت التحديات."
وأشاد الحاضرون في ختام الاحتفالية بكلمة الوزيرة التي عكست عمق الانتماء الوطني والرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها الدولة المصرية في تعاملها مع الملفات الاقتصادية والتنموية على المستويين الداخلي والخارجي، مؤكدين أن التجربة المصرية أصبحت نموذجًا ملهمًا في تحقيق التنمية رغم المتغيرات الإقليمية والعالمية.

