أكدت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن الفتاة المصرية أثبتت عبر السنوات قدرتها على القيادة والابتكار وتحمل المسؤولية، مشددة على أن تمكين الفتيات في مجالات التعليم والصحة والمشاركة المجتمعية يمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الوطن وتنميته المستدامة.
جاء ذلك في تصريحاتها بمناسبة اليوم العالمي للفتاة الذي يوافق الحادي عشر من أكتوبر من كل عام، حيث أكدت أن الاحتفال بهذا اليوم لا يقتصر على كونه مناسبة رمزية، بل هو فرصة لتجديد التزام الدولة المصرية بدعم حقوق الفتيات، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي اهتمامًا خاصًا بقضايا الطفولة والنشء، ويضع تمكين الفتيات على رأس أولويات الدولة.
وقالت “السنباطي” إن المجلس القومي للطفولة والأمومة يعمل بشكل متواصل على تنفيذ برامج وطنية تُعزّز من حماية الفتيات وضمان حقوقهن في مختلف المجالات، من خلال مبادرات تمتد من التوعية المجتمعية إلى التدخل الميداني في القرى والمراكز الأكثر احتياجًا.
وأوضحت أن المجلس يسعى إلى بناء بيئة داعمة للفتاة المصرية، من خلال برامج تركز على تمكينها معرفيًا ومهاريًا، وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة، وتوسيع نطاق الوعي بحقوقها الدستورية والقانونية، مؤكدة أن حماية الفتيات من جميع أشكال العنف والتمييز تظل من أولويات عمل المجلس الدائمة.
وأضافت أن من بين أهم المبادرات التي يتبناها المجلس هي المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات "دوي"، التي يتم تنفيذها تحت رعاية السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن المبادرة حققت نجاحات ملموسة على مستوى رفع الوعي بحقوق الفتيات ودعم مشاركتهن المجتمعية، فضلًا عن تدريب كوادر شبابية في مختلف المحافظات ليكنّ سفيرات للتغيير داخل مجتمعاتهن.
كما استعرضت السنباطي جهود المجلس في مناهضة الممارسات الضارة التي تمثل تهديدًا للفتيات مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، موضحة أن المجلس يعمل على تنفيذ حملات مستمرة بالتعاون مع الوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني لتصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي لهذه الظواهر عبر التوعية والتشريعات والمساءلة القانونية.
وتابعت أن المجلس يولي اهتمامًا متزايدًا بمواجهة العنف الإلكتروني الذي تتعرض له الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الرقمية، لافتة إلى أن المجلس أطلق حملات توعوية لرفع الوعي بأشكال هذا العنف وطرق الحماية منه، بجانب تشجيع الفتيات على الإبلاغ عن أي انتهاك يتعرضن له عبر خط نجدة الطفل 16000 الذي يعمل على مدار الساعة لتلقي الشكاوى وتقديم الدعم النفسي والقانوني.
وشددت رئيسة المجلس على أن الجهود الوطنية لحماية الفتيات تتسق مع الإطار الاستراتيجي الوطني للطفولة والأمومة ومع رؤية مصر 2030، التي تضع تمكين المرأة والفتاة ضمن أهدافها الرئيسية، مؤكدة أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المساواة في الفرص بين الجنسين، وتوسيع مشاركة الفتيات في مختلف المجالات.
وأضافت أن المجلس القومي للطفولة والأمومة لا يكتفي بالتعامل مع التحديات القائمة، بل يعمل أيضًا على استشراف مستقبل الفتيات في ظل التحولات الرقمية والاجتماعية، من خلال تدريبهن على المهارات التكنولوجية، وتعزيز ثقافة الأمان الرقمي، وتبني مشروعات ريادية صغيرة تساعد على دمج الفتيات في سوق العمل.
وأكدت السنباطي أن الفتيات المصريات يمثلن رأسمالًا بشريًا حقيقيًا يجب الاستثمار فيه، مشيرة إلى أن الدولة تنظر إليهن كقوة قادرة على الإبداع والمشاركة الفاعلة في بناء الجمهورية الجديدة، داعية المجتمع بأسره إلى دعم طموحاتهن ومساندة مسيرتهن نحو تحقيق الذات.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن المجلس القومي للطفولة والأمومة سيظل شريكًا لكل فتاة مصرية، يعمل من أجل حمايتها وتمكينها، حتى تنعم بحقوقها كاملة في التعليم والرعاية والحماية والمشاركة، مضيفة: “كل فتاة مصرية تملك حلمًا يستحق الدعم، ومستقبلًا يليق بعزيمتها”.

