قبل ساعات من انطلاق فعاليات "أسبوع القاهرة الثامن للمياه"، عقد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اجتماعًا ثنائيًا مهمًا مع السيد وانج باوين، نائب وزير الموارد المائية بجمهورية الصين الشعبية، لبحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين في إدارة الموارد المائية وتطوير البنية التحتية الخاصة بالمياه، وذلك في إطار العلاقات الممتدة بين القاهرة وبكين، والتي تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور سويلم أن مصر والصين تربطهما علاقات صداقة تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرًا إلى أن التعاون في ملف المياه يعد من أبرز محاور الشراكة بين الجانبين، خاصة في ظل التحديات العالمية التي تواجه قطاع المياه، سواء المتعلقة بندرة الموارد أو بظروف التغيرات المناخية.
وأوضح الوزير أن مصر تسعى من خلال الشراكات الدولية إلى تعزيز قدراتها في إدارة الموارد المائية، والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مجالات التحول الرقمي في إدارة المياه، وتقنيات المعالجة وإعادة الاستخدام، مشددًا على أهمية التعاون مع الجانب الصيني في تبادل الخبرات الفنية، وتدريب الكوادر المصرية على أحدث النظم التكنولوجية المستخدمة في إدارة منظومات الري والصرف.
ومن جانبه، أعرب نائب وزير الموارد المائية الصيني عن تقديره العميق لما تبذله مصر من جهود لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال المياه، مؤكدًا أن بلاده تولي اهتمامًا خاصًا للعلاقات مع مصر، نظرًا لما تمثله من ثقل استراتيجي في المنطقة، ودورها الفاعل في القارة الإفريقية في مجال إدارة الموارد المائية.
وأشار باوين إلى أن الصين مستعدة لتوسيع مجالات التعاون مع مصر في مشروعات التحلية، وحوكمة المياه، وتطبيق تقنيات حديثة في إدارة شبكات الري، إلى جانب دعم الأبحاث المشتركة بين المراكز العلمية في البلدين، موضحًا أن التعاون المصري الصيني في هذا المجال يرسخ مفهوم "الدبلوماسية المائية" كأداة لبناء الثقة والشراكة المستدامة.
واتفق الجانبان على تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتي الموارد المائية في البلدين، والعمل على تحديثها بما يتواكب مع المستجدات التكنولوجية والبيئية، من خلال تشكيل مجموعة عمل مشتركة تتولى تحديد مجالات التعاون ذات الأولوية، وإعداد خطة تنفيذية تشمل مشروعات محددة في مجالات التحول الرقمي، وتأهيل شبكات الري باستخدام مواد صديقة للبيئة، ومعالجة المياه وتحليتها.
كما تم التأكيد على أهمية التنسيق المستمر بين الجانبين في المحافل والمنتديات الدولية، خاصة تلك التي تتناول قضايا المياه والتغيرات المناخية، وفي مقدمتها "مؤتمر الأمم المتحدة للمياه" المقبل، لتعزيز المواقف المشتركة ودعم التعاون جنوب–جنوب في إدارة الموارد المائية.
وخلال اللقاء، طرح الوزير المصري مقترحًا لتبادل الزيارات الفنية بين الخبراء والباحثين من الجانبين، وتنظيم دورات تدريبية متبادلة للعاملين في قطاع المياه، بحيث يتمكن المتخصصون المصريون من الاطلاع على التجارب الميدانية الناجحة في الصين، مع الاستفادة من خبرات مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA) التابع للوزارة في تنفيذ برامج مشتركة للتدريب والبحث العلمي.
كما تناول اللقاء إمكانية التعاون في مشروعات حماية الشواطئ المصرية من آثار التغيرات المناخية، وتطوير أنظمة التنبؤ المبكر، ودراسة آليات رفع كفاءة استخدام المياه في الزراعة، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي باستخدام أقل كميات من المياه وبطرق مستدامة.
واختتم الدكتور سويلم اللقاء بالتأكيد على أن التعاون المصري الصيني في مجال المياه يعكس حرص القيادة السياسية في البلدين على بناء شراكة حقيقية قائمة على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر الصين شريكًا استراتيجيًا مهمًا في تنفيذ رؤيتها الوطنية لإدارة الموارد المائية ومواجهة التحديات المستقبلية المرتبطة بالمناخ والمياه.
ويأتي هذا اللقاء في إطار استعدادات وزارة الموارد المائية والري لانطلاق "أسبوع القاهرة الثامن للمياه"، الذي يُعد أحد أهم المنصات الدولية لمناقشة قضايا المياه على مستوى العالم، حيث تستضيف مصر خلاله نخبة من الخبراء والوزراء وممثلي الدول والمنظمات الدولية لبحث الحلول المبتكرة في مواجهة التحديات المائية العالمية.

