استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الأحد 12 أكتوبر، السيد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مقر الوزارة، وذلك في إطار تعزيز التنسيق الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الإنسانية المتصاعدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة.
وخلال اللقاء، أكد الوزير عبد العاطي على دعم مصر الكامل لأنشطة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، مشيدًا بالدور الذي يقوم به في تقديم المساعدات وتسهيل الوصول الإنساني للمناطق المتضررة من الصراعات، مشيرًا إلى أن الجهود الإنسانية تتطلب تضامنًا دوليًا حقيقيًا لضمان حماية المدنيين وتوفير الإغاثة العاجلة للضحايا في مناطق النزاع.
وأوضح الوزير أن مصر، ومنذ اندلاع الحرب في غزة قبل نحو عامين، بذلت جهودًا متواصلة على المستويات السياسية والدبلوماسية والإنسانية لوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لنفاذ المساعدات، مؤكدًا أن القاهرة تتحرك في هذا الملف بدافع إنساني خالص، وبحسٍّ عربي وأخلاقي راسخ تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
وتناول اللقاء، بحسب بيان وزارة الخارجية، تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بشأن غزة، والذي يهدف إلى ضمان وصول المساعدات بكميات كافية إلى القطاع، وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان، مشددًا على أن نجاح تنفيذ هذه المرحلة يعتمد على التزام المجتمع الدولي بتوفير التمويل اللازم وتسهيل حركة الإمدادات عبر المعابر المصرية.
وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر مستمرة في تنسيقها الوثيق مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع دون انقطاع، مشيرًا إلى أن حجم المعاناة الإنسانية داخل غزة بات يتطلب استجابة عاجلة تتجاوز البيانات والتصريحات، داعيًا الدول المانحة إلى التحرك السريع لدعم جهود الإغاثة.
كما تطرق اللقاء إلى استعدادات مصر لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، والمقرر عقده بالقاهرة خلال الفترة المقبلة، بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، حيث أشار الوزير إلى أن المؤتمر يمثل خطوة محورية لتنسيق الجهود الدولية نحو إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتحسين أوضاع المدنيين في قطاع غزة على نحو مستدام.
وأعرب عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة فعالة من جانب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في أعمال المؤتمر، مؤكدًا أن القاهرة تسعى من خلاله إلى تحويل الدعم الإنساني إلى خطة متكاملة لإعادة البناء والتنمية، بما يحقق الاستقرار للشعب الفلسطيني ويمهد الطريق لحلول سياسية شاملة ودائمة.
من جانبه، أعرب السيد توم فليتشر عن تقديره العميق للجهود الكبيرة التي تبذلها مصر في دعم القضايا الإنسانية في المنطقة، مشيدًا بالدور المحوري الذي لعبته في تيسير المفاوضات ووقف الحرب في غزة، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يُثمن الدور المصري المتوازن والفاعل في إدارة الأزمات الإقليمية.
وأوضح فليتشر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية يولي أهمية قصوى للتعاون مع مصر في المرحلة المقبلة، خاصة في ما يتعلق بآليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإدارة عمليات الإغاثة الميدانية، مشيرًا إلى أن مصر تظل شريكًا رئيسيًا للأمم المتحدة في ضمان استمرار الدعم للمدنيين المتضررين من النزاع.
كما أكد المسؤول الأممي أن المكتب يعتزم المشاركة بفعالية في المؤتمر الدولي للتعافي وإعادة الإعمار الذي تستضيفه القاهرة، باعتباره منصة مهمة لتوحيد الجهود الدولية وإطلاق مبادرات عملية لإعادة الحياة الطبيعية إلى غزة.
وأشار فليتشر إلى أن التعاون القائم بين مصر والأمم المتحدة يمثل نموذجًا رائدًا في إدارة الأزمات الإنسانية، حيث يجمع بين الاستجابة الفورية للمساعدات العاجلة والرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد لإعادة البناء والاستقرار، مضيفًا أن مكتب الأمم المتحدة سيواصل العمل مع الشركاء المصريين لضمان استمرار تدفق الإغاثة إلى المناطق الأكثر تضررًا.
وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين الحكومة المصرية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني، مع التركيز على رفع كفاءة إدارة المساعدات وتطوير آليات المتابعة الميدانية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه دون تأخير، مؤكدين التزامهما بمبادئ الإنسانية والحياد والشفافية في تنفيذ برامج الإغاثة.
ويأتي هذا اللقاء في ظل تزايد التحديات الإنسانية في قطاع غزة وحرص مصر على لعب دور محوري في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الجهود السياسية لوقف إطلاق النار أو عبر التعاون الدولي لضمان استدامة الدعم الإنساني والتنموي في المنطقة.

