تابع د. طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، أعمال لجنة فحص الشكاوى الغذائية خلال اجتماعها اليوم، مؤكدًا أن سرعة التعامل مع بلاغات المواطنين تمثل أولوية قصوى لدى الهيئة، باعتبارها خط الدفاع الأول عن صحة المستهلكين وجودة المنتجات الغذائية المتداولة في الأسواق المصرية.
وشدد الهوبي خلال الاجتماع على أن التعامل مع الشكاوى لا يتوقف عند حل المشكلة فقط، بل يمتد إلى تحليل أسبابها ووضع آليات مستدامة تمنع تكرارها، مشيرًا إلى أن البيانات الناتجة عن تحليل الشكاوى تُعد أداة هامة في رسم خريطة واضحة للمخاطر والتحديات التي تواجه المنظومة، بما يساعد على تطوير أداء فرق الرقابة ورفع كفاءة منظومة سلامة الغذاء في مصر.
وأكد رئيس الهيئة أن الفترة المقبلة ستشهد توسيع آليات التواصل المباشر مع المواطنين، سواء عبر المنظومة الحكومية الموحدة للشكاوى التابعة لمجلس الوزراء أو من خلال القنوات الرقمية الخاصة بالهيئة، موضحًا أن الهدف هو تسهيل وصول أي شكوى أو ملاحظة من المستهلكين في أسرع وقت، لضمان سرعة اتخاذ الإجراءات التصحيحية الميدانية.
وأشار الهوبي إلى أن لجنة فحص الشكاوى الغذائية تعمل وفق منظومة علمية دقيقة تبدأ من تلقي الشكوى مرورًا بمرحلة الفحص والتحليل المخبري وانتهاءً بإعداد تقرير فني مفصل يتضمن الإجراءات التي تم اتخاذها، مؤكداً أن اللجنة تضم خبراء في مجالات التحليل الميكروبيولوجي والكيميائي وممثلي القطاعات الرقابية المختلفة.
وأوضح أن التعاون مع منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة يمثل نموذجًا ناجحًا للتنسيق بين الأجهزة التنفيذية المختلفة، ويعكس توجه الدولة نحو تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسساتها، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة أصبحت وسيلة فعالة لرصد أي خلل أو تجاوز داخل السوق الغذائية، كما تسهم في سرعة التدخل لحماية المستهلكين من المنتجات غير المطابقة للمواصفات أو مجهولة المصدر.
وأضاف رئيس الهيئة أن سلامة الغذاء مسؤولية مشتركة بين الدولة والمستهلك والقطاع الخاص، وأن الاستجابة الفورية للشكاوى تمثل أحد مؤشرات نجاح المنظومة الوطنية لسلامة الغذاء، لافتًا إلى أن الهيئة تضع على رأس أولوياتها تحقيق التكامل بين العمل الرقابي والتوعوي، من خلال تكثيف حملات التوعية للمواطنين بأهمية الإبلاغ عن أي ممارسات غذائية غير سليمة، إلى جانب متابعة التزام المنشآت بمعايير الجودة والتداول الآمن.
وفي ختام الاجتماع، وجه الدكتور طارق الهوبي الشكر لأعضاء اللجنة على جهودهم المستمرة، مشددًا على ضرورة تعزيز روح العمل الجماعي والتنسيق المستمر مع الجهات المعنية، لضمان سرعة التعامل مع البلاغات وتحقيق نتائج ملموسة يشعر بها المواطن.
وأكد أن الهيئة ماضية في تطبيق خطة تطوير شاملة تعتمد على التحول الرقمي وتحليل البيانات بشكل أوسع لتحديد بؤر الخطر المحتملة داخل منظومة الغذاء، بما يضمن استباق المشكلات قبل وقوعها ويحقق أعلى معدلات الأمان الغذائي على مستوى الجمهورية.

