في إطار أعمال المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، عقد د. أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، اجتماعًا موسعًا بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع فليبي بولييه، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب، وعدد من ممثلي الوزارات والمنظمات الأممية العاملة في مصر، لمناقشة أوجه التعاون المشترك في دعم وتمكين الشباب المصري، وتعزيز مشاركته الفاعلة في مجالات التنمية المستدامة.
جاء اللقاء في مستهل الزيارة الرسمية الأولى للمسؤول الأممي إلى مصر، والتي تهدف إلى بحث فرص تطوير الشراكة بين الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة في تنفيذ البرامج والمبادرات الموجهة للنشء والشباب، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030، واستراتيجية الأمم المتحدة للشباب المعروفة بـ«Youth 2030».
شارك في الاجتماع عدد من ممثلي الوزارات المعنية، بينهم الدكتورة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات للتطوير المؤسسي، والدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، والدكتورة مارجريت صاروفيم نائب وزير التضامن الاجتماعي، والدكتورة إيمان ياسين ممثلة وزارة التربية والتعليم، إلى جانب ممثلي منظمات الأمم المتحدة في مصر، ومنهم ناتاليا ويندر روسي عن منظمة اليونيسف، ورشا أبو العزم عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، وإيف ساسنراث القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة.
وخلال اللقاء، ناقش الحاضرون الجهود الحكومية المتكاملة التي تبذلها الدولة المصرية لدعم الشباب في مختلف المجالات، سواء في التعليم، أو ريادة الأعمال، أو الصحة، أو التحول الرقمي، مؤكدين أهمية التعاون مع الشركاء الدوليين في تطوير تلك الجهود بما يعزز من قدرات الشباب ويفتح أمامهم آفاقًا أوسع للمشاركة المجتمعية والتنموية.
وأكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي جعلت من ملف الشباب محورًا رئيسيًا في سياساتها التنموية، إدراكًا لدورهم كقوة دافعة نحو المستقبل، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على توحيد جهود المؤسسات الحكومية والدولية لبناء منظومة متكاملة تتيح للشباب فرصًا حقيقية للتعليم والتدريب والعمل والمشاركة في صنع القرار.
وأضاف الوزير أن التعاون مع الأمم المتحدة يمثل أحد أهم مسارات العمل المشترك في مجال التنمية البشرية، مشيرًا إلى أن اللقاء الحالي يعد خطوة عملية لتعزيز التنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات الوطنية والمنظمات الدولية، من أجل الوصول إلى رؤية موحدة لتمكين الشباب والنشء على المستويين الوطني والإقليمي.
من جانبه، أعرب السيد فليبي بولييه، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون الشباب، عن سعادته بزيارته الأولى لمصر، مشيدًا بالنموذج المصري في دمج الشباب في مسارات التنمية، وبتجربة الدولة في بناء جيل واعٍ يمتلك مهارات المستقبل. وأكد حرص الأمم المتحدة على تعميق التعاون مع الحكومة المصرية في تنفيذ المبادرات المشتركة التي تتيح فرصًا أكبر للشباب في مجالات التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية.
وفي مداخلتها، أكدت الدكتورة غادة لبيب أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تضع تمكين الشباب رقميًا في مقدمة أولوياتها، من خلال برامج متخصصة في بناء القدرات الرقمية وتأهيل الكوادر الشابة للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وهو ما يمثل أحد ركائز بناء «الجمهورية الجديدة الذكية».
كما أوضحت الدكتورة عبلة الألفي أن وزارة الصحة تركز على تمكين الشباب من خلال برامج التوعية وتنظيم الأسرة وحملات الصحة الإنجابية، إلى جانب مبادرات مثل «الألف يوم الذهبية» التي تهدف إلى تحسين صحة الأطفال والأمهات، مؤكدة أن الاستثمار في الشباب يبدأ منذ الطفولة المبكرة.
في السياق ذاته، أكدت الدكتورة مارجريت صاروفيم أن وزارة التضامن الاجتماعي تضع دعم الشباب في صدارة أولوياتها ضمن استراتيجيتها للحماية الاجتماعية والتنمية الشاملة، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على برامج تستهدف تنمية مهارات الشباب وتعزيز مشاركتهم في المبادرات المجتمعية والاقتصادية.
أما ممثلة وزارة التربية والتعليم، الدكتورة إيمان ياسين، فقد أشارت إلى جهود الوزارة في إدماج مفاهيم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية، بهدف إعداد جيل قادر على مواكبة التطورات العالمية وامتلاك مهارات سوق العمل المستقبلية.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على استمرار التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية ومنظمات الأمم المتحدة لوضع خطة تنفيذية مشتركة تستهدف تمكين الشباب المصري في مختلف المجالات، وتعزيز مشاركته كعنصر رئيسي في بناء المستقبل.

