في إطار فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، عقد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اجتماعًا مع الدكتور علي أبو سبع، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، لمناقشة سبل تعزيز التعاون العلمي والتقني بين الجانبين، ودعم الجهود الرامية إلى تطوير أنظمة الزراعة المستدامة وتحسين إدارة الموارد المائية في مصر.
وخلال اللقاء، أكد الوزير أن التعاون مع المؤسسات البحثية الدولية يُعد ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لمواجهة تحديات الأمن المائي والغذائي، مشيرًا إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة مع مركز إيكاردا تمثل إطارًا شاملًا لتبادل المعرفة والخبرات في مجالات إدارة المياه، والابتكار الزراعي، وبناء القدرات البشرية.
وأوضح سويلم أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتطبيق أحدث التقنيات الزراعية التي تسهم في رفع كفاءة استخدام المياه، خاصة في ظل ما تواجهه مصر من تحديات متزايدة تتعلق بندرة الموارد المائية وتغير المناخ، لافتًا إلى أن التعاون مع إيكاردا يعزز الجهود الوطنية لتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية في المناطق الجافة وشبه الجافة.
من جانبه، استعرض الدكتور علي أبو سبع أنشطة مركز إيكاردا في مصر، مشيرًا إلى أن المركز يعمل منذ سنوات على تنفيذ مشروعات متعددة في محافظات الدلتا والصعيد تستهدف رفع كفاءة الري، وتحسين خصوبة التربة، وتطوير نظم الزراعة الذكية باستخدام الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الرقمية. وأضاف أن المركز يسعى إلى تحقيق التكامل بين المياه والطاقة والغذاء، بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية وتحسين سبل معيشة المزارعين.
كما تطرق اللقاء إلى الأنشطة التي ينفذها المركز بمحافظة كفر الشيخ ضمن مشروعات تعاون مع حكومة اليابان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حيث تم عرض نتائج تطبيق نظام متكامل للمراوي والمصارف الحقلية، الذي يهدف إلى تحسين إنتاجية الأراضي عبر غسيل التربة من الأملاح وتربية الأسماك في الوقت نفسه، بما يسهم في تعظيم العائد الاقتصادي من وحدة المياه والأرض.
وأشار أبو سبع إلى أن المشروع يحقق نتائج مشجعة في استصلاح الأراضي وتحسين جودة المحاصيل، موضحًا أنه يتم حاليًا دراسة تطوير النظام بإضافة وحدات تحلية لا مركزية لمياه الصرف الزراعي بعد عملية الغسيل، بهدف إعادة استخدامها في الري بطريقة آمنة ومستدامة، ما يعزز من كفاءة إدارة الموارد المائية في المناطق المتأثرة بالملوحة.
وأكد وزير الموارد المائية والري أن مصر حريصة على توسيع نطاق التعاون مع مركز إيكاردا في مجالات البحوث التطبيقية ونقل التكنولوجيا، بما يخدم أهداف الاستراتيجية القومية للموارد المائية 2037، التي تستهدف تحقيق التوازن بين الموارد المتاحة والاحتياجات المستقبلية من المياه والغذاء، عبر مشروعات التحول إلى أنظمة الري الحديث، والتوسع في الزراعة الذكية مناخيًا.
وأشار سويلم إلى أن الوزارة تتابع عن كثب المشروعات التي ينفذها المركز داخل مصر، خاصة تلك التي تركز على تحسين إنتاجية الأراضي في شمال الدلتا ومواجهة تحديات تدهور التربة وارتفاع ملوحتها، مؤكدًا أن هذه الجهود تتكامل مع توجه الدولة نحو توطين التكنولوجيا الزراعية وتنمية القدرات الفنية للكوادر العاملة في قطاعي الري والزراعة.
وأضاف الوزير أن التعاون البحثي بين مصر وإيكاردا يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة بين الدولة والمؤسسات العلمية الدولية، مشيدًا بالدور الذي يلعبه المركز في دعم الدول النامية من خلال مشروعاته الميدانية وبرامجه التدريبية التي تستهدف المزارعين والمهندسين والباحثين الشباب.
كما شدد سويلم على أهمية نقل نتائج البحوث من المختبر إلى الحقل لضمان استفادة المزارعين من الابتكارات الجديدة في مجالات إدارة المياه والري الحديث وتحسين الإنتاج الزراعي، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز قنوات التواصل بين المراكز البحثية والمزارعين لتسريع تطبيق الحلول العلمية على أرض الواقع.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ المشروعات البحثية القائمة، ودراسة التوسع في مشروعات جديدة تتعلق بإعادة استخدام المياه، وتحسين جودة التربة، واستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل نظم الري، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية مشتركة لبناء قدرات العاملين في قطاعات الزراعة والري.
وأكد الدكتور هاني سويلم أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزًا للتكامل بين البحث العلمي والتطبيق العملي في مجال إدارة المياه، مشيرًا إلى أن مصر تسعى من خلال شراكاتها الدولية إلى تبني حلول مبتكرة تدعم الأمن المائي والغذائي وتواكب توجهات التنمية المستدامة.

