شهد أسبوع حافل من النشاط المكثف لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، سلسلة من الفعاليات والاجتماعات التي تعكس بوضوح حيوية الدور الذي تضطلع به الوزارة في تطوير المنظومة الجامعية والبحثية، وتعزيز التعاون الدولي، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030 الهادفة لبناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار.
في هذا السياق، ترأس الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عددًا من الاجتماعات والفعاليات التي تنوعت بين التعاون العلمي الدولي، ودعم المبادرات الطلابية، والاحتفاء بالإنجازات الأكاديمية المصرية على الساحة العالمية.
في مستهل الأسبوع، شارك الوزير في ختام الملتقى المصري الفرنسي للتعاون العلمي والجامعي، الذي أقيم بحضور السفير الفرنسي بالقاهرة إيريك شوفالييه، حيث أكد الوزير على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أن التعاون الأكاديمي المصري الفرنسي يعد نموذجًا ناجحًا في نقل الخبرات وتعزيز البحث العلمي المشترك.
وشهد الملتقى توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للجامعات ومجموعة فاتيل للتطوير وهيئة دعم وتطوير الجامعات الفرنسية (USDA)، لتأسيس تعاون في مجال التعليم الفندقي والسياحي، بما يسهم في نقل الخبرة الفرنسية إلى الجامعات المصرية، وتخريج كوادر مؤهلة وفق معايير عالمية تخدم قطاعي السياحة والضيافة. كما تم توقيع اتفاقية جديدة بين وزارة التعليم العالي والسفارة الفرنسية لتمويل 100 منحة دكتوراه خلال خمس سنوات، دعمًا للتعاون العلمي وتبادل الخبرات البحثية بين البلدين.
وفي إطار اهتمام الدولة بتشجيع الابتكار الطلابي ومشروعات التخرج التطبيقية، شارك الدكتور أيمن عاشور، إلى جانب الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، في الجلسة الختامية لمسابقة مشروعات التخرج ضمن فعاليات النسخة الثامنة من أسبوع القاهرة للمياه، مؤكدًا أن المبادرات الطلابية تمثل نواة حقيقية لبناء مجتمع معرفي قادر على مواجهة التحديات، خاصة في قضايا المياه والطاقة والتنمية المستدامة.
كما شهد الأسبوع انعقاد اللجنة المشتركة المصرية الصينية في دورتها العاشرة، والتي تأتي في إطار الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. وأكد الوزير خلال الاجتماع أن الصين تعد من أهم شركاء مصر في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجانبين يشهد تطورًا متزايدًا يعكس حرص القيادة السياسية في البلدين على تعميق العلاقات. واتفق الطرفان على عقد ورشة عمل مشتركة لتبادل السياسات البحثية وتشكيل فرق فنية لمتابعة تنفيذ المشروعات المشتركة.
وفي سياق متصل، شارك الوزير في الاجتماع الإقليمي لمجلس البحوث العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي عقد تحت شعار «العلم والتكنولوجيا والابتكار القائم على العدالة من أجل تنمية بشرية شاملة واستدامة عالمية»، مؤكدًا أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا للبحث العلمي والابتكار، من خلال الاستثمار في المعرفة ودعم المواهب الوطنية، مشيرًا إلى أن بنك المعرفة المصري أصبح نموذجًا عربيًا يحتذى به في نشر العلوم المفتوحة وإتاحة الموارد المعرفية للجميع.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، استقبل الدكتور أيمن عاشور السفير الإيطالي بالقاهرة ميكيلي كواروني، حيث ناقش الجانبان سبل دعم التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعات المصرية والإيطالية، خاصة في مجالات التكنولوجيا التطبيقية والميكاترونيات والعلوم الطبية الحيوية. وأكد الوزير أن العلاقات المصرية الإيطالية في مجال التعليم تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين التعليم الفني والجامعي لخدمة متطلبات سوق العمل.
وفي إطار دعم التميز الجامعي، أشار الوزير إلى أن نتائج تصنيف التايمز العالمي لعام 2026 أظهرت إدراج 36 جامعة مصرية ضمن التصنيف، مقارنة بـ35 جامعة العام الماضي، وهو ما يعكس استمرار التطور النوعي في الأداء الأكاديمي والبحثي، مؤكدًا أن السياسات التي تتبناها الوزارة في دعم النشر الدولي وتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس بدأت تؤتي ثمارها بوضوح.
كما شارك الوزير في فعالية نظمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة تحت عنوان «تعزيز ثقافة وتراث مصر»، حيث هنأ الدكتور خالد العناني بفوزه بمنصب المدير العام لليونسكو، مؤكدًا أن هذا النجاح يعد تتويجًا لدعم الدولة للكوادر العلمية المتميزة، ورسالة جديدة تؤكد مكانة مصر في المحافل الدولية.
واختتم الوزير الأسبوع بالمشاركة في احتفالية جامعة حلوان لتكريم الدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه بمنصب مدير عام اليونسكو، حيث أشاد بروح التعاون بين الجامعات المصرية، مؤكدًا أن الدولة المصرية تؤمن بأهمية الاستثمار في الإنسان وتمكين الشباب، باعتبارهم المحرك الرئيسي للتنمية.
ويعكس هذا النشاط المكثف لوزارة التعليم العالي خلال الأسبوع التزامها المتواصل بدعم التطوير الأكاديمي، وتعزيز التعاون الدولي، وإعلاء قيمة البحث العلمي كركيزة أساسية للتنمية المستدامة في الجمهورية الجديدة.

